السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و مرة أخرى أترككم مع إحدى كتاباتي ...أتمنى أن تعجبكن و لا تترددن بإعطائي رأيكن فيها.........
أوراق ماضٍ قديم
كنت أرتب في الخزانة عندما وقعت تلك الورقة...لم أكترث لها و تابعت ترتيبي للخزانة التي كانت مليئة بالصور القديمة و التحف الفريدة التي خبأتها لحرصي عليها و لحبي لها...
كنت منغمسة تماماً لوجود كل تلك الأشياء التي لطالما كانت تستهويني و تثير اهتمامي...
قد مضى وقت طويل لم تطأ فيه قدمي هذا البيت...
كنت أمسح الغبار عنها بحذر و سعادة فقد كان بعضها يشكل لي ذكريات قديمة من أصدقاء رائعين قضيت معهم أجمل أيام حياتي ، و بدأت أعيد ترتيبهم في البيت ليظهر أخيراً ذاك الجمال الذي مكث بضع من الزمن وهو مختبئ...
بدا البيت أكثر جمالاً و رقَة... فقد كانت لمسات لطيفة أبدت له أجواءاً رومانسية فتانة...
... الآن أستطيع أن أدخل بيتي منشرحة الصدر مستعدة للمكوث فيه، استلقيت على سريري و أنا أشعر بانهماك شديد ...قد مضى ما يقارب العشرة أعوام وأنا منغمسة بعيداً عن أجواء بيتي ...في أعماق الانشغال ...
... شعرت و كأن التعب ينسل من جسدي ببطء يدغدغ أحاسيسي ، و كأن السرير يحلق بي مولداً في أعماقي إحساس بالأمان ...بالحب الدافىء العطوف
أيقظتني من خيالي الرحب ورقة ملقاة على الأرض...كان لونها غاية بالروعة، لكني شعرت
و كأن السرير يقيدني بدفئه، فجعلت أتجاهل أمرها و أتلذذ بمنظر البيت الذي كبرت فيه شبراً شبرا
لكنها و مرة أخرى تسرق أنظاري إليها ... لكأنها تلح علي أن أقرأ ما بها ...لم أستطع هذه المرة أن أتجاهلها شعرت و كأن سحراً ما بداخلها يتخطفني من بين أحضان السرير ، فنهضت و أمسكت بها
و يا لهذا الإحساس ... و كأن بأطرافي تيار يمزقني ... فألقيت بها ... ما الذي فعلته ؟ و ما أن أمسكتها مرة أخرى حتى عاد لي ذاك الألم الذي لا أشعر بغربته عني... بدأ الألم يسكن شيئاً فشيئاً حتى تلاشى تماماً إلا أني كنت أشعر برهبة شديدة... أي و رقة هذه التي تقدر على أن تفعل بي كل هذا؟؟؟
ازداد فضولي لأقرأ ما بها شعرت فجأة و عندما بدأت أفتحها بحب يخرج من قلبي و كأنه مارد نائم منذ دهور و استيقظ ليملأ قلبي بمشاعر و أحاسيس نبيلة كانت قد غطت بداخلي في سبات عميق...
أخيراً فتحتها... نظرت إليها نظرة كانت قد ألمت بكل ما بها من تفاصيل... عنوانها ... تاريخ كتابتها...و ...توقيعها ، لكنها كانت مليئة بالغبار فبدأت أمسحه بلهفة و بضع من الخوف الذي تسلل إلي من كل مكان...
ما أن عادت كلماتها واضحة حتى عاد لي ذاك الإحساس، أي إحساس؟ لا أدري لكني أعرفه!
و فجأة انتزعت نفسي من كل الخوف و الرهبة لأقرأ ما بها ... و بدأت بالقراءة... شرعت بتذكر تفاصيلها و أحداثها ...حملتني بين سطورها ... حلقت بي... و كأنها أعادتني لتلك الشابة التي كانت تبلغ من العمر سبعة عشر عاماً ... غمرتني بسعادة فاضت من أعماقي ...شعرت بدموع حارة تملأ عينيَ... فأبعدت الرسالة بسرعة كي لا تتساقط دمعاتي عليها...
نعم أذكر جيداً ...أذكر كم أحببتها...كم كنت أحب التحدث معها...و كم كنت أحب رؤيتها، فلقد كانت أحب إلي من البدر الذي ينير سماءاً ليلكية ...غاليتي...كم أنا مشتاقة إليك...
حضنت الرسالة و استلقيت على سريري... توقتني كلماتها ...ملكت قلبي...و عقلي...
و إحساسي...
كان حزني يتصارع بداخلي مع فرحي لكنهما اتفقا معاً على أن يحملاني للحظة وداعنا...
أجل أذكر حين رحت إليها و أنا مثقلة بأشواقي و حزني على مفارقتها...أذكر... حين ودعتها عيناي... فقد اكتفيت بارتواء عيني من طلتها...
... كانت لحظات...لم تخبرني بشيء...لكني كنت على يقين أني لن ألقاها بعد اليوم...
لم أستطع أن أخفي حزني...فقد منعني حتى من الكلام... قد كانت كل آلام الكون تنساب لأعماقي ...كل آلامه الموجعة...شعرت بها في تلك اللحظة...هذا هو الإحساس الذي انتابني للوهلة الأولى...عندما أمسكتها ...لكأني كنت أصافح يديها...لكأني كنت أستمع لصوتها الشجي و هي تحدثني...لكأني كنت معها..............................
*إهداء إلى أغلى إنسانة على قلبي ...[/size]
[/size]