السلام عليكم ورحمة الله
يقول الله تعالى :
{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} (110) سورة آل عمران
ما المراد بالدعوة الفردية ؟
المراد بالدعوة الفردية : ( دعوة الأفراد ) أي دعوة الناس منفردين فالفردية هنا من حيث المدعو ، ويقابل هذا : دعوة الناس مجتمعين من خلال الدروس والمحاضرات
* أهمية الدعوة الفردية :
إن أهمية هذا النوع من أنواع الدعوة تنبثق من أهمية الدعوة إلى الله من حيث هي فالدعوة إلى الله تعالى على
بصيرة واجبة على المسلمين قال تعالى ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ) سورة آل عمران : آية 104
ويقول ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ) سورة النحل : آية 125
وفي الصحيحين من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره على أثرة علينا وعلى ألا ننازع الأمر أهله وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم )
* فضل الدعوة إلى الله :
وردت أحاديث كثيرة في فضل الدعوة الله تبارك وتعالى نذكر شيئاً منها :
1- روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً )
2- وروى البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه لما بعثه إلى خيبر ( لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم )
* الدعوة الفردية تحقق ما لا تحققه الدعوة الجماعية :
إن كثيراً من الناس يجهل أهمية الدعوة الفردية وذلك ظناً منهم أن الدعوة ينبغي أن تكون للناس عامة وذلك بإلقاء
المواعظ والمحاضرات والدروس والحقيقة أن هذا لا يكفي ، فالدعوة الفردية تكون نافعة في أغلب الأحيان أكثر من
الدعوة الجماعية ، ولهذا نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم اهتم بالدعوة الفردية خاصة في أول مراحل الدعوة 0
فقد كان وضع اللبنات الأساسية للدولة الإسلامية للدولة من طريق الدعوة الفردية التي أثّرت في الناس أيما تأثير فجعلت الأفراد المتمسكين بهذا الدين مضِّحين له بالغالي والنفيس0
* فوائد الدعوة الفردية :
1- إن الدعوة الفردية تربي الأفراد تربية متكاملة فلا تقتصر على جانب واحد وتهمل الباقي وهذا ما يسمى بالشمولية
في التربية ، ولهذا فإن الدعوة الفردية تكون أنجح من الدعوة العامة في تربية الأفراد 0 ولأن الدعوة الجماعية لا يمكن أن
تتبع أخطاء الأفراد خطأً خطأ ، بل نجد أن الدعوة الفردية من خلالها يمكن التنبيه على كثير من الأخطاء التي يقع فيها
الأفراد وبهذا يمكن استكمال التربية0
2- بالدعوة الفردية يمكن الرد على كثير من الشبهات التي تُلْقى على مسامع الأفراد والتي لا يمكن التحدث بها في الدعوة الجماعية 0
3- بالدعوة الفردية يمكن غرس المبادئ الإسلامية الصحيحة ويمكن التحدث عنها بكل جدية ووضوح ، إذا جاء الوقت المناسب لكل مبدء0
4- بالدعوة الفردية يمكن إيصال الحق إلى الذين نفروا – أو نُفِّرُوا – عن سماعه وعن مجالسة أهله0
5- إن هذا النوع من أنواع الدعوة طريقة سريعة لكسب أكبر عدد من أنصار الدين 0
6- يمكن متابعة الأفراد متابعة دقيقة بخلاف الدعوة الجماعية فإنه لا يمكن متابعتهم0
7- هذا النوع من أنواع الدعوة لا يحتاج إلى غزارة علم بقدر ما يحتاج إلى حكمة في الدعوة فيمكن أن يقوم به أفراد محبون للدعوة 0
8- الدعوة الفردية لا تحتاج إلى كثير معاناة فهي سهلة ويمكن أن يقوم بها كل داعية من خلال عمله ، فالطالب في
مدرسته أو كليته والموظف في مكتبه والعامل في مصنعه 000 وهكذا0
اللهم اجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر
سبحانك اللهم وبحمدك لاإله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك