|
| من خواطر الشيخ عائض القرنى | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
mo7bt el ra7man مشرفة التنمية البشرية والمرأة المسلمة
عدد الرسائل : 263 العمر : 37 Personalized field : تاريخ التسجيل : 09/08/2008
| موضوع: من خواطر الشيخ عائض القرنى الثلاثاء 09 سبتمبر 2008, 07:07 | |
| الخاطرة الأولى لاتيأس من عودة قلبك القاسي إلى الخشوع فعسى أن يلين مع مداومة الذكر ، وأن تصبحه وتمسيه بالأوراد وأن تشن عليه غارات من الدعاء في ميدان السحر وساعة الاستجابة يوم الجمعة وبين الأذانين وفي السجود وأدبار الصلوات ، فأدمن اللهج بالاسم الأعظم وابتهل إلى مولاك في إصلاح قلبك ، واستعن بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة مع تدبرالقرآن العظيم ، فلعل آية منه تقع موقعها فتداوي جراح هذا القلب وتخرج صدأه وتزيل علته وتذهب عاهته
الخاطرة الثانية إنما جعل بين الصلوات الخمس أوقات وفصل بينها بأزمان لترتاح النفس وتستعيد نشاطها وقوتها ثم تقبل على العبادة بنهم ورغبة وشوق ، وهذه عبرة للعبد في أموره فينبغي ان لايجهد نفسه ويواصل العمل طيلة الوقت فتنقطع به وتمل العبادة وتكره الطاعة ، بل ينبغي له ان يكون ماهراً في قيادة نفسه لطيفا معها حتى يحيا حياةً طيبة مع طاعة مولاه ،وكان بعض العباد يرتاح من الأوراد في بعض الوقت ليتقوى على أوراده فتكون الراحة في حقه عبادة .
الخاطرة الثالثة لاتثق بمدح الناس ولاتخشى بذمهم ، فكل يوم لهم مذهب يرضون لأغراضهم ويغضبون لها ، فعامل أنت واحداً أحداً فرداً صمداً واترك غيره ، لأنه سوف يقبل لك بقلوبهم على رغم أنوفهم
الخاطرة الرابعة لاتنخدع بكثرة الإخوان والأصدقاء وقت الرخاء فإنهم ذباب طمع ، ولن تجد منهم وقت الأزمة إلا قليلاً ، فخالطهم بالمعروف ولا تثق إلا بالله
الخاطرة الخامسة لاتحتقر رأي أحد مهما كان ، فإني استفدت من أناس ليس عندهم علم كثير ولايشار لهم بالبنان وليسوا في أماكن مرموقة ، ولكن عندهم من سداد الرأي ما يفوق كبار الناس ، ولله في خلقه أسرار .
من كتاب ' حدائق ذات بهجة ' | |
| | | طالبة الفردوس عضو ماسى
عدد الرسائل : 350 Personalized field : تاريخ التسجيل : 28/03/2008
| موضوع: رد: من خواطر الشيخ عائض القرنى الأربعاء 17 سبتمبر 2008, 02:06 | |
| من كتاب حدائق ذات بهجة.. لعائض القرني..
ياليتني كنت معهم
من السلف من سافر الليالي والأيام على قدمه في طلب الحديث, لا يكل ولا يمل, يلتحف السماء ويفترش الغبراء ويشرب من الغدران ويتوسد كثيبا من الرمال, ويتكئ على الحجارة, ضامر البطن ظامئ الكبد حتى قدم لأمة الإسلام تراثا مباركا يجد ثوابه يوم لا ينفع مال ولا بنون
ومنهم من كان يكتب على ضوء القمر, فإذا غاب عنه قام يصلي إلى الفجر, فإذا أصبح دار على مجالس العلم ينهل ويكتب ويسأل ولا ينام إلا ضرورة ..
النووي كان يحفظ بعد الفجر ويعيد بعد المغرب, ويَدْرُس أول النهار اثني عشر درسا ويؤلف في آخر النهار ويقول الليل ويصوم النهار ومات وهو في الأربعين, فأبقى الله ذكره ورفع قدره ونشر علمه في العالمين
فماذا فعل كثير ممن بلغ السبعين والثمانين والتسعين.....حياة واحدة أولها كآخرها, مكررة ولا جديد فيها, حياة ثقيلة مملة "ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون*ليوم عظيم*يوم يقوم الناس لرب العالمين*"
لن أنساه مادمت حيا درس معي في الكلية طالب من نيجيريا اسمه عبدالرشيد, كان رياضيا في بلاده, وأوتي قوة في الجسم فصرفها كلها في العبادة, ما رأيت أعبد منه يواصل قيام الليل ويطيل التهجد ويكثر الذكر, ويذرف الدمع من الخشية. لن أنساه مادمت حيا, كان بيني وبينه ود وحب صادق جمعني الله وإياه في الجنة. الحياة حياة القلب كان معي زميل لي يدعى محمد سراج الرحمن من باكستان, ونحن في كلية أصول الدين, وكان نحيفا هزيلا صموتا مهذبا متواضعا رافقته في بعض الأسفار, فكان إذا انتصف الليل قام كأنه سارية يصلي حتى الفجر, فيطيل القيام والركوع والسجود والدعاء والبكاء والتلاوة فتعجبت كل العجب, لأنه لحم على عظم, وغير بدين لا يقوم إلا مع الفجر , فعلمت أن الحياة حياة القلب ســارعوا تبا لمن يضحك وما وعى القرآن في قلبه وما حفظ السنة في لبه ... آه من الجثث الهامدة يختطفها الموت ولم تقدم شيئا ولا تعي شيئا ... يا ويلتاه تقضى العمر وتصرم الزمن وضاع الدهر لا حفظ ولا فهم ولا جد ولا اجتهاد, تراوحون أماكنكم, تقفون والركب أمامكم ... يا حسرة والله على الليالي الطويلة والأيام الجميلة, الواعظ فيكم ينفخ في رماد, ولسان الحال , ياحسرة على العباد ... لا تقف مكانك......, هل وقفت الشمس مكانها؟ هل ثبت القمر في موضعه؟ هل سكنت الريح؟ هل جمد النهر قبل مصبه؟ الكل في حركة, الكل في سباق, الزمن يمر مر السحاب, الصوت يسعى إلى منتهاه, الضوء ينطلق إلى مداه فهيا أيها الكادح والمخلوق العجيب, لا تقف....فإنك في وقوفك تخسر ساعات غالية لن تعود أبدا, .... عمرك في أنفاسك.... تاريخك يكتب بساعاتك.......فاتق الله في الليالي والأيام والسنين والأعوام, كفى مماطلة...... كفى تسويفا...... استفق من سكار الغفلة وسنة العطالة, وتلفت حولك. لن تجد الواقفين إلا البلداء أما البقية فكلهم في دأب وجد واجتهاد , الفلاح يبعثر الأرض ذات الصدع بمساحته, المهندس يدير المعامل بآلاته, الطبيب مكب على عقاقيره, يختبر ويحلل, الأستاذ منهمك في درسه يشرح ويعرف, والعابد في مصلاه يدعو ويسبح وأنت مسوف بالآمال هائم في أودية الخيال متعلل بطول العمر ورغد العيش لا يحل لك أن تهدر العمر ولا أن تعقر بدن العيش الغالية, لا أن تذبح الزمن بسكين اللهو, لأن قتل المعصوم حرام ...إذا أنت ضيعت الزمان بغفلة ندمت إذا شاهدت ما في الصحائف تسابق الذئب والسلحفاة وكان الذئب أسرع خطا, وأشد وثبا, وأقوى عزيمة والسلحفاة بطيئة ثقيلة, فمر الذئب بظبي فعكف عليه ليصطاده فعاسفه وقاومه وارتحلت السلحفاة هادئة مواصلة فسبقت الذئب إلى الغاية وقعد بالذئب تلفتُه وانشغاله ....فيا من عرف طول الطريق وقلة الزاد وبعد السفر ونفاسه المطلوب, وخساسة الدنيا, مالك إذا قيل لك انفر تثاقلت؟ وإذا قيل لك قم تناومت؟؟ شابهت في سكونك الميت والجماد, ووالله لو حملت همة عالية لارتحلت بك قبل الفجر, وهبطت بك وادي الفلاح, وأنزلتك مهبط الخير, لكنك رضيت بالقعود أول مرة , وجلس بك الطبع الكثيف في الصفوف الأخيرة , فأنت في الغذاء والكساء ماهر مثابر مجيد فريد, ولكنك في العمل والعبادة والتحصيل ثقيل بليد أوشكت الشمس على الغروب, والعمر على الهروب وأنت راكد لابث ويلك بادر قبل تغريد الطيور فالعمر نهب ولياليك تمور ....بان لك الرشد وظهر لك الربح وقامت شوكة الميزان,ولا ينصحك مثل المعصوم, ولا يدلك مثل القرآن, وقد قامت عليك الحجة وما بقي لك عذر وليس لك مهرب فتب إلى مولاك واهجر دنياك, وأكثر من الزاد الثمين المبارك الباقي: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر يتبع بإذن الله | |
| | | طالبة الفردوس عضو ماسى
عدد الرسائل : 350 Personalized field : تاريخ التسجيل : 28/03/2008
| موضوع: رد: من خواطر الشيخ عائض القرنى الأربعاء 17 سبتمبر 2008, 02:07 | |
| الحــب ..... الحب ماء الحياة وغذاء الروح وقوت النفس تعكف الناقة على حوارها بالحب, ويرضع الطفل من ثدي أمه بالحب, وتبني الحُمّرة عشها بالحب, بالحب تشرق الوجوه وتبتسم الشفاه وتتألق العيون, بالحب يقع العناق والضم والوصال والحنان والعطف ... الحب قاضي في محكمة الدنيا يحكم للأحباب ولو جار, ويفصل في القضايا لمصلحة المحبين ولو ظلم, بالحب وحده تقع جماجم المحاربين على الأرض كأنها الدناير لأنهم أحبوا مبدأهم, وتسيل نفوسهم على شفرات السيوف, لأنهم أحبوا رسالتهم, أحب الصحابة المنهج وصاحبه, والرسالة وحاملها, والوحي ومنزله, فتقطعوا على رؤوس الرماح طلبا للرضا في بدر وأحد وحنين , وهجروا الطعام والشراب والشهوات في هواجر مكة والمدينة, وتجافوا عن المضاجع في ثلث الليل الغابر, وأنفقوا النفائس طلبا لمرضاة الحبيب بالحب صاح حرام بن ملحان مقتولا : فزت ورب الكعبة, بالحب نادى عمير بن الحمام إلى الجنة مستعجلا : إنها لحياة طويلة إذا بقيت حتى آكل هذه التمرات, بالحب صرخ عبدالله بن عمرو الأنصاري: اللهم خذ من دمي هذا اليوم حتى ترضى, لما أحب الخليل عليه الصلاة والسلام صارت له النار بردا وسلاما, ولما أحب الكليم موسى عليه السلام انفلق له البحر, ولما أحب خاتمهم حن له الجذع وانشق له القمر ... المحب عذابه عذب, واستشهاده شهد, لأنه محب .. أحبك لا تسأل لماذا لأنني أحبك هذا الحب رأي ومذهبي .... بالحب يثور النائم من لحافه الدافئ, وفراشه الوثير لصلاة الفجر, بالحب يتقدم المبارز إلى الموت مستثقلا الحياة, بالحب تدمع العين ويحزن القلب ولا يقال إلا ما يرضي الرب.... قبل أن لا ينفع الندم... بالله لو جلست بعد الفجر حتى تطلع الشمس في المسجد كل يوم, هل تخسر من أموالك درهما؟ أو تفقد من دنياك مغنما؟ بل تكسب الأجر والمثوبة والحسنى بالله لو مكثت بعد كل صلاة ثلث ساعة مسبحا, كم تكسب من الأجور, وتخزن من الثواب, ويصعد لك من الكلم الطيب؟ رأيت كثيرا من الناس يجلسون في المجامع العامة ومجالس السمر والأندية لتقضية الوقت مع غيبة وفحش من القول وضحك ولهو وكأن الأمر لا يعنيهم, أو كأن عندهم عهدا وثيقا بالبقاء, فيا لفجأة الرحيل عليهم, ويالهول الموت على قلوبهم أين الطعام اللذيذ الذي أكلناه أمس؟ لانجد لذته أين الماء البارد الذي شربناه؟ لا نحس ببرودته إن جعنا ما كأنا شبعنا, وإن ظمئنا كأنا ما روينا وإن حزنا كأنا ما سررنا العوض من الله ... لايسلبك الله شيئا إلا عوضك خيرا منه, إذا صبرت واحتسبت.. فلا تأسف على مصيبة, فإن الذي قدرها عندها جنة وثواب وعوض وأجر عظيم إن أولياء الله المصابين المبتلين ينوّه بهم في الفردوس (سلام عليكم بما صبرتهم فنعم عقبى الدار) وحق علينا أن ننظر في عوض المصيبة, وفي ثوابها وفي خلفها الخير (أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) هنيئا للمصابين ..بشرى للمنكوبين إن عمر الدنيا قصير وكنزها حقير والآخرة خير وأبقى فمن أصيب هنا كوفئ هناك ومن تعب هنا ارتاح هناك أما المتعلقون بالدنيا العاشقون لها الراكنون إليها فأشد ما على قلوبهم فوت حظوظهم منها وتنغيص راحتهم فيها لأنهم يريدونها وحدها فلذلك تعظم عليهم المصائب, تكبر عندها النكبات لأنهم ينظرون تحت أقدامهم فلا يرون إلا الدنيا الفانية الزهيدة الرخيصة الحياة قصيرة فلا تقصرها أكثر ... بعض الناس عنده مقدرة عجيبة في تكدير خاطره, وجلب الهم والغم لنفسه ويجيد فن الخيالات الفاسدة لذهنه, فكم يصفو له من هذه الحياة إذا كان دائما يتذكر الماضي بآلامه, ويتوقع حوادث المستقبل وتمرضه كلمه مؤذية سمعها من حاسد, ويحقد على كثير غمطوه حقه, ويغضب على زوجته المسرفة ويثور على ابنه لمخالفته أمره, ويحزن على مال سبق أن فقده, وهو خائف لأنه يظن أن مرضا ما سوف يصيبه ويستمر في جمع هذه القائمة من المصائب والأحزان فيا من أراد السعادة والراحة لا تقصر حياتك فهي قصيرة أصلا, عش في حدود يومك, ولا تبك على مافات, واترك المستقبل حتى يأتي, ولا تلق بالا لكلام الحساد وتوكل على الله فهو حسبك وكفى هموما وغموما وأحزانا.
فلا تقعد معهم ....مجالس اللاهين العابثين أندية للشيطان.. نصب فيها رايته... تمر الساعة بهم رخيصة خفيفة لاقيمة لها ألا يعلم هؤلاء أن هذه الساعة قد يقرأ فيها جزءان أو ثلاثة من القرآن... ومائة حديث من حديث رسولنا صلى الله عليه وسلم وقد يطالع فيها خمسون صفحة من كتب العلم.. أو ألف تسبيحة أو ثلاثون ركعة... لكن أين من يعرف شرف الوقت ؟؟ أين من يقدّر قيمة الزمن؟؟ أين من يهتم بالعمر؟؟ وقليل ما هم !! عوّد نفسك التسبيح في كل وقت وآن...الهج بالذكر حتى يكون لك عادة اتخذ المصحف رفيقا في حضرك وسفرك.. لقد صاحبنا الأصحاب والأحباب ورافقنا الأصدقاء والأخوان.. فإذا القلب لا يصلح إلا مع الرب جل في علاه.. ما أكرمه وأحلمه وأعظمه... إذا استغفرته غفر لك..إن سألته أعطاك.. إن أخطأت سترك...إن عدت إليه قبلك.. إن ذكرته..ذكرك (قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون) يتبع بإذن الله ... | |
| | | طالبة الفردوس عضو ماسى
عدد الرسائل : 350 Personalized field : تاريخ التسجيل : 28/03/2008
| موضوع: رد: من خواطر الشيخ عائض القرنى الأربعاء 17 سبتمبر 2008, 02:08 | |
| هنيئا ً لهم ....
ما غبطت في حياتي إلا ثلاثة:
عالم عامل يعلم الناس ويصبر على أذاهم, معه ما يكفيه ما مد يده إلى أحد
وعابد يلازم المسجد, كالحمامة لا يفتر من ذكر وتلاوة
ورجل ضعيف زاهد مسكين لا يؤبه له, يطيع ربه سلم من النسا وسلمهم من أذاه
نصيحتي لك لا ترضى بالدون, هل يقر قرارك ويرتاح بالك إذا رأيت أقرانك وأصحابك الواحد منهم
كالكوكب الدري في جنات النعيم, وأنت إما محروم أو في ربضها..
أين الهمم؟ أين العزائم؟ أين الصولات والجولات؟
تسبيحة في صحيفتك خير لك من مزرعة في الدنيا فيا نهر مطرد وقصر مشيد..
آية تتلوها خير لك من دار واسعة رحبة طيبة الظل..
قولك لاإله إلا الله أصلح لك من منصب تلمحك به العيون, وتشير إليك بسببه الأصابع..
فهل عقلت ؟؟؟؟؟
قضاء وقدر ...
(ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها)
جف القلم, رُفِعت الصحف, قضي الأمر, كتبت المقادير
(لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)
"ما أصابك لم يكن ليخطئك, وما أخطأك لم يكن ليصيبك"
إن هذه العقيدة إذا رسخت في نفسك, وقرت في ضميرك, صارت البلية عطية, والمحنة منحة
وكل الوقائع جوائز, وأوسمة "من يُرد الله به خيرا يُصب منه"
فلا يصيبك قلق من مرض أو موت ابن, أو خسارة مالية, أو احتراق بيت, فإن الباري قد قدّر, والقضاء
قد حلو والإختيار هكذا, والخيرة لله, والأجر حصل , والذنب كُفِّر.
هنيئا لأهل المصائب صبرهم ورضاهم عن الآخذ, المعطي, القابض, الباسط ....
(لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون)
ولن تهدأ أعصابك وتسكن بلابل نفسك, وتذهب وساوس صدرك حتى تؤمن بالقضاء والقدر.
جف القلم بما أنت لاق, فلا تذهب نفسك حسرات, لا تظن أنه كان بوسعك إيقاف الجدار أن ينهار,
وحبس الماء أن ينسكب, ومنع الريح أن تهب, وحفظ الزجاج أن ينكسر, هذا ليس بصحيح على
رغمي ورغمك. فلتهدأ بالك إذا فعلت الأسباب, وبذلت الحيل, ثم وقع ماكنت تحذر منه, فهذا هو
الذي كان ينبغي أن يقع ولا تقل :"لو أني فعلت كذا وكذا, لكان كذا, ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل"
ما مضى فات...
تذكـُّر الماضي والتفاعل معه واستحضاره, والحزن لمآسيه …
حمقٌ وجنون, وقتل للإرادة وتبديد للحياة الحاضرة ...
إن ملف الماضي عند العقلاء ينطوى ولا يروى ...
يغلق عليه أبدا في زنزانة النسيان ...
يقيد بحبال قوية في سجن الإهمال, فلا يخرج أبدا ...
ويوصد عليه فلا يرى النور, لأنه مضى وانتهى ....
لا الحزن يعيده, لا الهم يصلحه, لا الغم يصححه, لا الكدر يحييه, لأنه عدم ...
لا تعش في كابوس الماضي, وتحت مظلة الفائت ...
أنقذ نفسك من شبح الماضي, أتريد أن تَرُدّ النهر إلى مصبه, والشمس إلى مطلعها, والطفل إلى
بطن أمه والدمعة إلى العين .....
إن تفاعلك مع الماضي وقلقك منه واحتراقك بناره, انطراحك على أعتابه وضع مأساوي...
رهيب ...مخيف... مفزع...
إن الناس لا ينظرون إلى الوراء ...
ولا يلتفتون إلى الخلف ...
لأن الريح تتجه إلى الأمام ...
والماء ينحدر إلى الأمام ...
والقافلة تسير إلى الأمام ...
فلا تخالف سنة الحياة.
يتبع بإذن المولى ... | |
| | | طالبة الفردوس عضو ماسى
عدد الرسائل : 350 Personalized field : تاريخ التسجيل : 28/03/2008
| موضوع: رد: من خواطر الشيخ عائض القرنى الأربعاء 17 سبتمبر 2008, 02:10 | |
| نحن
كل ساعة لا تقترب بك من مقصدك فهي وبال عليك
وذلك لأنها سحبت من عمرك, وخصمت من رصيدك
كم ننام ولا نتهجد….
كم نلغوا ولا نسبح…
كم نأكل ولا نصوم التطوع…
آآآآه…ما أشد البطالة, وما أكثر الغفلة, وما أحرصنا على تضييع الأوقات نتذاكر في تصريف الدقائق
والثواني ونحث الخطى في صرف الزمان هدرا..
لا نبكي على خطيئة سلفت..
ولا نُسر بفرصة للخير سنحت..
نأكل أكثر مما نعمل ..
نلهو والأمر جد..
في الرؤوس أرطال كثيفة من النوم..ومن الأعصاب مقادير ضخمة من البرود..تثلجت الأدمغة
وهي بحاجة إلى سياط حديدية محماة من سير السلف وأخبار السلف وعبادة السلف..
صيدلية خاصة
إذا شكوت من قسوة قلبك, وإعراضه وغلظته ولهوه فعليك بترياق مجرب, ومرهم معروف ودواء شهد بنفعه الرسل عليهم السلام, ونصح به الصالحون, وحمده المجربون…
إنه الدعاء, فلا مثل الدعاء أبدا.. استمر عليه, وأكثر منه, وادع بصلاح قلبك وعملك خاصة في السجود, وأدبار الصلوات وساعة
الجمعة بإخلاص وحضور ....فسوف تجد في قلبك من الرقة والخشية والإنابة خاصة إذا أدمنت الدعاء
وأكثرت المسألة وألححت في الطلب ...فلا صلاح إلا من عنده سبحانه ولا نفع إلا من هناك ..
(أمن يجيب دعوة المضطر إذا دعاه)
(ادعوني أستجب لكم)
(ادعوا ربكم تضرعا وخفية يتبع بإذن الله | |
| | | طالبة الفردوس عضو ماسى
عدد الرسائل : 350 Personalized field : تاريخ التسجيل : 28/03/2008
| موضوع: رد: من خواطر الشيخ عائض القرنى الأربعاء 17 سبتمبر 2008, 02:12 | |
| أسباب الحياة السعيدة
1- الهدى والإيمان، والاستقامة على أمر الرحمن، ومخالفة الهوى والشيطان، ومجانبة الكفر والفسوق والعصيان.
2- العلم النافع فإنه يشرح الصدر، ويعظم الأجر، ويرفع الذكر، ويحط الوزر، وهو من أعظم الذخر، وبركته العمل به في التصديق والنهي والأمر.
3- كثرة الاستغفار والتوبة من الذنوب، وإدمان قرع باب علام الغيوب، وسؤاله الفتح على القلوب، فإنه التواب على من يتوب.
4- دوام ذكره على كل حال، في الحل والترحال، والثبات والانتقال، واللهج بياذا الجلال، مع موافقة القلب للسان عند نطق هذه الأقوال.
5- الإحسان إلى العباد، ونفع الحاضر والباد، وتفقد الفقراء، وأهل البؤس والإجهاد، وقضاء حوائجهم بالإمداد، وإدخال الفرح عليهم والإسعاد.
6- شجاعة القلب في الأزمات، وثباته في الملمات، وقوته عند الكربات، وعدم انزعاجه للواردات، ومجانبة قلقه في المصيبات.
7- تصفية القلب من الأحقاد، وتطهيره من الفساد، كالغل وحسد الحساد، وترك الانتقام من العباد، والحلم على أهل العناد.
8- اطراح فضول النظر والكلام، والخلطة والمنام، والتوسط في الأمور على الدوام، ومجانبة الإسراف والتبذير في كل أمر هام.
9- محاربة الفراغ، والقناعة من الدنيا بالبلاغ، وعدم الروغان مع من راغ، ومجافاة كل طاغ وباغ.
10- العيش في حدود اليوم الحاضر، ونسيان أمس الدابر، وعدم الاشتغال بالغد لأنه في حكم المسافر، فأمس ميت، واليوم مولود، وغداَ للناظر.
11- النظر إلى من هو دونك في المواهب، من الصحة والعلم والمكاسب، وكيف أنك فوقهم بفضل الواهب، وأن عندك ما ليس عندهم من المطالب.
12- نسيان ما مضى من الأكدار، والغفلة عما سبق من الأخطار، وتجاهل ما سبق في الزمان وصار، فلا تفكر فيه ما تعاقب الليل والنهار، فهو كالزجاجة التي أصابها الانكسار.
13- وإن حصلت نكبة فقدر أسوأ ما يكون، ثم وطن نفسك على احتمالها في سكون، واجعل التوكل على الله والركون، فإنه كفاك ما كان وسيكفيك ما يكون.
14- ترك التوقع للأزمة، ولا تكن فيما يخاف منه في غمة، فمن صدق مع ربه كفاه ما أهمه، وما تدري لعل هذا اليوم لا تتمه.
15- واعلم أن الحياة قصيرة، فلا تقصرها بالأفكار الخطيرة، والهموم المثيرة، والأحزان الكثيرة، فإن الحياة حياة الفرح والسرور ولله الخيرة.
16- وإن أصابك مكروه فقارن بين ما بقي وما فات، لتجد أنك في نعم وخيرات، وأنه بقيت لك مسرات، وأن ما عندك يزيد على ما فقدته بمرات.
17- ولا تخف من كلام الحساد، ولو كان غاية في الخبث والفساد، فما يحسدإلا من ساد، وليش عليكضرر، إنما الضرر على أولئك الأوغاد، وسيكفيكهم الله إن الله بصير بالعباد.
18- واجعل في أفكارك فيما يفيد، واجعل نصب عينيك كل أمر حميد، وإن حسنت أفكارك فأنت سعيد، لأنك من صنعها كما يصنع الحديد.
19- ولا تؤخر عمل اليوم إلى غد، فتتراكم عليك الأعمال وتجهد، فلكل يوم عمل محدد، فكن مع كل يوم مولود أمجد.
20- وابدأ من الأعمال بالأهم، وجوده حتى يتم، وعليك بالكيف لا بالكمّ، واستخر الله قبل أن تهم، فإن العناية ثمّ.
21- تخير من الأعمال ما يناسبك، وصاحب من على التقوى يصاحبك، فإن صاحبك ساحبك، واعلم أن هناك رقيباً يحاسبك.
22- وتحدث بالنعم الظاهرة والباطنة، والمواهب الباهرة، فإن التحدث بها يطرد الهموم القاهرة، ويعيد السعادة النافرة.
23- وعامل الزوجة والولد والأقارب برؤية المناقب، ونسيان المثالب، فما من أحد إلا فيه معائب، ولو تركت كل ذي عيب ما وجدت من تصاحب، يطيب جانب ويسوء جانب.
24- وعليك بكثرة الدعاء، والفأل وحسن الرجاء، ولا تيأس مهما عظم البلاء، واشتدت الظلماء، وكثر الأعداء، فإن الأمر بيد رب الأرض والسماء.
25- ولا تخف من الثقلين، ولو ملؤوا الخافقين، فإنهم لن يضرونك إلا بإذن رب العالمين، فنواصيهم في قبضته وهو ذو الكيد المتين.
26- وكل شيء بقضاء وقدر، فاصبر عند نزول المصاب أو فذر، فكل شيء في أم الكتاب مسطر، وإذا وقع القضاء حار الفكر، وعمي البصر.
27- رب مكروه عندك نعمة، نجاك الله به من نقمة، وأحلك به صهوة القمة، فلا تكره ما قدره الله وأتمه.
28- وتأسّ بالمصابين، ففي العالم آلاف المنكوبين، والناس بالكوارث مطلوبين، ومن النعم مسلوبين، وبالأقدار مغلوبين.
29- وكل هذا الخلق يشكو دهره، ويبكي عصره، ويندب أمره، وقد أنهى بالهمّ عمره، فاعلم أن مع كل تمرة جمرة.
30- واعلم أن اليسر مع العسر، ومع الصبر النصر، وأن الغنى بعد الفقر، والعافية بعد الضر، والدهر حلو ومر.
31- وعليك بالصبر الجميل، وتفويض الأمر إلى الجليل، والرضا بالقليل، والعمل بالتنزيل، والاستعداد ليوم الرحيل.
32- واعلم أن فضول العيش أشغال، وكثرة المال أغلال، وإقبال الدنيا هموم وأثقال، وأن خير النعيم راحة البال.
33- وكوز ماء ورغيف، على بساط نظيف، مع كتاب شريف، أفضل من ملك صنعاء إلى القطيف، وأهنأ من سكنى القصر المنيف، وأين الملوك والدول يا لطيف.
34- ومن وقع في عرضك وفجر، وأسمعك ما يوجب الضجر، فتجاهله ولا تجبه حتى يندحر، والكلب لا يملأ فمه إلا الحجر.
35- وما رأيت مثل العزلة، يملك فيها العبد دينه وعقله، ويرتاح من كل سفيه وأبله، فإن أكثر الناس لا يساوي بقلة، فالزم بيتك فلن تجد مثله.
36- ولا يعجبك إقبال الناس إليك، فإنهم مع الدهر عليك، وما أتوا إلا لمرادهم فيك، وما مضى من التجارب يكفيك.
37- والبس الملابس البيض النقية، وعليك بالروائح الزكية، ومارس الرياضة البدنية، وقلل من شرب المنبهات الردية، وأدمن الأوراد الشرعية.
38- وردد دعوة ذي النون، وأكثر ذكر المنون، وهوّن الأمر يهون، ولا ترض في الدين الدنيّة، وارض من الدنيا بالدون، وسبحان ربك رب العزة عما يصفون. يتبع بإذن الله | |
| | | طالبة الفردوس عضو ماسى
عدد الرسائل : 350 Personalized field : تاريخ التسجيل : 28/03/2008
| موضوع: رد: من خواطر الشيخ عائض القرنى الأربعاء 17 سبتمبر 2008, 02:12 | |
| أريد هذا الكتاب ممكن أعرف احمل منين على النت | |
| | | | من خواطر الشيخ عائض القرنى | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
مواضيع مماثلة | |
| |
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |