السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إننا فى أمس الحاجة هذه الايام لمثل هذه الكتابات عن الأعلام والقادة من أمثال الربيع بن خثيم لنقدمها لأجيال المسلمين وشبابهم حتى يقتدوا بهم ويروا أصحاب الهمم العالية والعزيمة الصادقة
يقول الله تعالى {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (111) سورة يوسف
الربيع بن خثيم
ابن عائذ ، الإمام القدوة العابد،يسمى أبو يزيد الثوري الكوفي ، أحد الأعلام . أدرك زمان النبي -صلى الله عليه وسلم- وأرسل عنه .
* روى عن عبد الله بن مسعود ، وأبي أيوب الأنصاري ، وعمرو بن ميمون وهو قليل الرواية ؛ إلا أنه كبير الشأن .
* كان الربيع بن خثيم إذا دخل على ابن مسعود لم يكن له إذن لأحد حتى يفرغ كل واحد من صاحبه ، فقال له ابن مسعود :
(يا أبا يزيد ، لو رآك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأحبك ، وما رأيتك إلا ذكرت المُخْبتين .(
فهذه منقبة عظيمة للربيع ،تأملوا أخوتى هذه المنقبة للربيع
* كان الربيع إذا أتاه الرجل يسأله قال : اتق الله فيما علمت ، وما استؤثر به عليك ، فكِلْهُ إلى عالمه ، لأنا عليكم في العمد أخوف مني عليكم في الخطأ ، وما خيركم اليوم بخير ، ولكنه خير من آخر شر منه ، وما تتبعون الخير حق اتباعه ، وما تفرون من الشر حق فراره ، ولا كل ما أنزل الله على محمد -صلى الله عليه وسلم- أدركتم ، ولا كل ما تقرءون تدرون ما هو ، ثم يقول : السرائر السرائر اللاتي يخفين من الناس وهن لله بَوادٍ التمسوا دواءهن ، وما دواؤهن إلا أن يتوب ثم لا يعود .
* وروى الثوري عن رجل ، عن أبيه ، قال : جالست الربيع بن خُثَيْم سنين ، فما سألني عن شيء مما فيه الناس إلا أنه قال لي مرة : أمك حية ؟
* كان الربيع بن خثيم إذا قيل له : كيف أصبحتم ؟ قال : ضعفاء مذنبين ، نأكل أرزاقنا ، وننتظر آجالنا .
*وعن ابنة للربيع ، قالت كنت أقول : يا أبتاه ، ألا تنام ؟ ! فيقول : كيف ينام من يخاف البَيات .
*وذات يوم يتمالى علي الربيع بن خُثَيْم فُسَّاق لإفساده،وكان عمره وقتها ثلاثون عاما ًً فيأتون بغانية جميلة، ويدفعون لها مبلغًا من المال قدره ألف دينار، فتقول: علام؟ قالوا: على قبلة واحدة من الربيع بن خثيم، قالت: ولكم فوق ذلك أن يزني؛ لأنه نقص عندها منسوب الإيمان، فما كان منها إلا أن تعرضت له في ساعة خلوة، وأبرزت مفاتنها له، فما كان منه إلا أن تقدم إليها يركض ويقول: يا أَمَة الله؛ كيف بك لو نزل ملك الموت فقطع منك حبل الوتين؟ أم كيف بك يوم يسألك منكر ونكير؟ أم كيف بك يوم تقفين بين يدَيْ الرب العظيم؟ أم كيف بك إن شقيتي يوم تُرْمَين في الجحيم؟
فصرخت وولَّت هاربة تائبة إلى الله، عابدة زاهدة حتى لقِّبت بعد ذلك (بعابِدَة الكوفة)، وكان يقول هؤلاء الفُسَّاق: لقد أفسدها علينا الربيع.
فرحمة الله على هذا الامام العّلم
الذى نتعلم من 1-سيرته خشية الله فى السر والعلانية
2- نتعلم منه الثبات بكل صوره
فما الذى ما الذي ثبَّت الربيع أمام هذه الفتنة (فتنة المرأة التى تعرضت له)؟ هل قلة شهوة؟ إنها الشهوة العظيمة وفي سن هو أوج الشهوة وعظمتها هو سن الثلاثين، ومع ذلك ما الذي ثبته هنا، وما الذي عصمه بإذن الله؟ إنه الإيمان بالله
أمثال الربيع بن خثيم ائمة الهدى فهم من الرعيل الأول فى الإسلام الذى قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير القرون قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذى يلونهم )
فهلم اخوانى لكى نأخذ العبرة والعظة من سيرة الربيع لكى نتعلمها ونعلمها لأولادنا وشبابنا وبناتنا واخواتنا
وهذا قطر من فيض ومن عنده اضافات ومزيد لسيرة الربيع فليتفضل مشكوراً ويكمل مابدأته