صفحة تسميع لجويرية

وهذه صفحتى الخاصة لمتابعة في الحفظ والتسميع بإذن الله وفقنا الله دوماً إلى ما يحبه ويرضاه

وعليكم ان تتابعوا حفظى

انما الأعمال بالنيات

متن الحديث :

عن أمير المؤمنين أبى حفص عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال : سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول : " إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرىء ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه " رواه البخارى ومسلم

تخريج الحديث :

رواه البخارى ومسلم اجمعت الأمة على قيول كتاب البخارى ومسلم، لكن الخلاف ليس فى الصحة ولكن ايهما تقدم فالمشارقة يرى يقدم البخارى والمغاربة يقدم مسلم

ويقول الناظم فى ذلك :

تخاصم قوم فى البخارى ومسلم ........ وقالوا أى بذى تقدموا

فقلت لقد فاق البخارى فى صحة ....... كما فاق مسلم فى حسن الصناعة

فالبخارى تقدم فى الصحة بينما تقدم مسلم فى التنسيق والترتيب فى التأليف

وقال إن الحديث غريب لانه رواه صحابى واحد وهو عمر بن الخطاب برغم انه اصح الأحاديث

شرح الحديث وألفاظه

حفص : تعنى اسد وهى كنية عمر بن الخطاب

إنما : للحصر أى حصر شىء بشىء وهنا حصر الأعمال بالنيات

الأعمال : ال للاستغراق وهنا يقصد الأعمال جزاوه صحة أو فسادا ليشمل الأعمال الجائزة وغير الجائزة

بالنيات : فالنية لغة بمعنى القصد مثلا نويت السفر إلى مكة أى قصدت

أما اصطلاحا : فالنية لها معنين

1- تمييز العمل بعضه ببعض

مثلا صلاة الظهر والعصر فعدد ركعاتهم واحدة وذات صفة واحدة فالذى يميزهم النية والنية محلة القلب لا نتلفظ بها

2- تمييز مقصد النية هل هى لله ام لغيره ام لله وغيره

مثلا الصلاة طاعة لله فهذا يثاب ومن يصلى مجاملة لصديقه ام من يصلى خوفا من الائهم كالأطفال فكل يجزى على حسب نيته

وإنما لكل امرىء ما نوى ك اى الجزاء على حسب نية العمل

فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله إلى الله ورسوله : هنا ضرب الرسول مثال وهذا دلاله على بلاغة النبى

فهنا بين الشرط والجزاء والجزاء من يدل عن طريق اللفظ او المعنى وهنا فى المعنى اى ثوابك على الله ورسوله

ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه : يثاب على حسب نيته للهجرة

فالهجرة : لغة بمعنى الانتقال من مكان الي مكان أو ترك

واصطلاحا : تنقسم الى ثلاثة

1- الهجرة من مكة الى المدينة وهذه انتهت لان مكة اصبحت دار الأسلام

وقال رسول الله " لا حجرة بعد الفتح "

2- الهجرة من بلد الشرك الى بلد الأسلام وهذا باقية ان وجد السبب

فهى واجبة ان خشى على نفسه اقامة شعائر دينه من صلاة وصوم

فاما من لم يستطيع فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها

3- الهجرة من الذنوب والمعاصى إلى الطاعات فواجب علينا جميعا

قال رسول الله " المهاجر من هاجر ما نهى الله عليه "

سبب ورود الحديث :

قيل مهاجر ام قيس قهدف من الهجرة ليس من اجل الهجرة نفسها ولكن ليتزوج

وفال الحافظ بن رجب رحمه الله " تتبعته فلم اجد له اصل "

اهمية الحديث :

1- له اهمية كبرى

فقد قال عنه الأمام الشافعى " هو ثلث العلم ويدخل فى سبعين بابا من أبواب الفقة "

وقال عنه الأمام أحمد بن حنبل " اصول الأسلام على ثلاث اصول " وذكر هذا الحديث ، وحديث البدعة ، وحديث الحلال بين والحرام بين

وايضا جعله الأمام البخارى فى صدر كتابه على ان الظاهر لا يدل على ذلك حيث كان يتحدث عن بدء الوحى فهذا دليل على ان النوايا شىء هام لصالح الأعمال

كما بدء الأمام النووى به أحاديثه النوويه

2- لابد ان يكون أعمالنا خالصة لله واحده

3- اعمال تنقسم إلى اعمال واجبة ومستحبة ومتروكه

فالأعمال الواجبة لابد ان تكون خالصة لوجه الله لكى نأخذ الأجر كامله

كالصلاة مثلا من يؤخذ اجرها كلها ومن يؤخذ ربغها او خمسها او اقل على حسب نيتك

فالأعمال المستحبة كالنوم والأكل والشراب والسفر إلى أخر هذه الأعمال

لا تؤجر أو تؤجر على حسب نيتك

فإن أكلت لكى تقوى على العبادة تؤجر وان أكلت لأملاء بطنك لا غير لا تؤجر

قال الله تعالى " كلوا واشربوا ولا تسرفوا إن الله لا يحب المسرفين "

اما الأعمال المتروكه فيؤجر أو لا يؤجر

من يقال ان الاعمال المتروك لابد علينا تركها فلا يثاب عليها

اما من يقول من تركها خوفا من الله فله الأجر ومن تركها لانها تهلكه فلا يؤجر

كشرب الخمر من تركها طاعه من الله يؤجر ام من تركها مضطرا فلا يؤجر

4- الحث على ضرب الأمثال للمعلم كما فعل رسول الله

5- البعد عن الرياء فلا يكون هدفنا من العمل استحسان الناس فقط لا غير وليس طاعة لله

قال الله تعالى " إن المنافين يخادعون الله وهو خادعهم و إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا "

ومن يقرىء القرآن لطاعة الله وليخشع لتلاوته الناس فذلك له الأجر ومن يقرىء ليستحسن الناس قرآته فهذا ليس له اجر

قال رسول الله " أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة : قارىء أو عالم أو شهيد .........."

كل بحسب النية هذا الحديث يدل على اهمية النية وان تغيرت تجرنا الى النار والعياذ بالله

كما قال رسول الله " من تعلم الله ليجارى به العلماء أو ليمارى به السفهاء أو ليصرف وجهه الناس إليه فهو فى النار "

استغفر الله العظيم واتوب اليه

يظن الناس بى خيرا وانى لشر الخلق ان لم تعفو عني

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا أله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك

اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا أعلمه ، و أستغفرك لما لا أعلمه