صفحة تسميع لنسائم الاسحار

هو حديث اخر ذو شان عظيم لما اشتمل عليه من امور الدين ومراتبه واركانه فجل علوم الشريعه مجموعة فيه ومتشعبه منه فهو يجمع الاعمال الظاهره فى مرتبة الاسلام والاعمال الباظنه فى مرتبة الايمان واعقبهما بمرتبة الاحسان وهى اعلاهم واساس الاتقان واخلاص العبادة والاعمال
فهو يشمل الاستسلام والانقياد الكامل لله تعالى ظاهرا وباطنا ....لذلك قيل عنه ام السنه
وقد رواه عمر رضى الله عنه فقال
عندما كانوا بمجلس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فى يوم من الايام اذ جاءهم رجل مجهولا لهم لا يعرفونه لكنهم تعجبوا لانه ليس معروف اى ليس من المدينه وان ذلك يقتضى كونه جاء من خارجها فرغم هذا الا انه حسن الهيئة وبافضل ثياب واتم نظافه فقال(شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر)فكيف يكون لهم غريب وهو كانه خرج توه من بيته لا يشوبه شىء مما يظهر على المسافر من الغبار وتغير الثياب ....لذا قال ولا يرى عليه اثر السفر واعقبها ولا يعرفه منا احد فكان التعجب ثم توجه الى النبى صلى الله عليه وسلم حتى جلس اليه وهنا جاء وصف الجلسه مع تعجبه وانتظار ماذا يريد فقال (فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه )وهى جلسه تادب وشدة احترام لمن جلس اليه بان قرب ركبتيه والصقهما بركبة النبى صلى الله عليه وسلم ثم وضع كفيه على فخذيه واختلف هنا تفسيرها فى كونه على فخذى نفسه او فخذى النبى عليه الصلاة والسلام ولكن والله اعلم هى ع فخذى نفسه لانهااكمل فى التادب وشدة الاحترام وحسن الاستماع ثم بدأ كلامه فزاد من شدة انتباه الصحابه له وتعجبهم منه فقال (يامحمد )ولم يقل يارسول الله ليؤكد انه ليس من اهل المدينه لانهم لا ينادون الرسول باسمه فلفت انتباههم اكثر لمعرفة مايريد فبدأ بسؤال وقال (اخبرنى عن الاسلام) وهو اول مراتب الدين والاسلام يسال ماهو الاسلام اى عرفه لى فاجابه عليه الصلاة والسلام بذكر الاركان الخمسه وهى الاعمال الظاهره مبتدأ بالشهادتين فقال (ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله) وتشهد اى تقر بالقلب ومن ثم ينطقها اللسان ويعلنها ولا يكفى واحده دون الاخرى ولكن قد يستثنى النطق بها اذا كان هناك مانع جائز شرعآ لعدم نطقها وام القلب فلا عذر
ولا اله الا الله اى لا معبود بحق الا الله فهى اثبات للربوبيته والوهيته وتنفى ماعدا ذلك مع الاتيان بما تقتضيه من امور
وان محمدا رسول الله اى الايمان والتصديق ظاهرا وباطنا بانه نبى مرسل بالحق من عند ربه وماتقتضيه هذه الشهاده من امور
وبدأ بشهادتين لانهما هما الشرطين لصحة الاعمال والعبادات وقبولهما
وهما الاخلاص والمتابعه للكتاب والسنه
ثم اعقبها بالصلاة وهى عماد الدين والحد الفاصل بين الكفر والاسلام فقال (وتقيم الصلاة) اى تكون مستقيمه تامه دون خلل فيه مستوفاه لشروطها واركانها
ثم اعقبها بالزكاة فقال(وتؤتى الزكاة) اى تخرج الزكاة بحدها ونصابها مستوفاه كامله وبوقتها وتصرف فى مصارفها الشرعيه
ثم اعقبها بصوم رمضان فقال( وتصوم رمضان) اى تصومه ع حقيقته وبشروطه غير مخل فيه بشىء
ثم قال(تحج البيت ان استطعت اليه سبيلا) اى بقصد بيته الحرام تؤدى الحج بشعائره ونسكه لله ان استطعت وذكر الاستطاعة هنا لما يترتب عليه من المشقة وهى تكون استطاعه بالمال والبدن و..
ثم كان العجب والحيره مما جاء بعد الاجابه عندما قال (صدقت) فكيف يسأل وكيف يصدق ع الاجابة الا اذا كان يعرفها وعالما بها من قبل فان كان الحال كذلك فلما سأل؟
ثم تابع بسؤال ثانى فقال( فاخبرنى عن الايمان) والايمان هو ماوقر بالقلب والتصديق والانقياد بالعمل والجوارح اى شهد وصدق بقلبه وصدق ذلك بقول اللسان وانقاد له بالجوارح
وهو سته اركان ذكرت بقوله عليه الصلاة والسلام
(ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره)
والايمان بالله يتضمن الايمان بوجوده وربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته كما اثبتها الله لنفسه واخبر بها واخبر بها رسوله دون تكيف ولا تمثيل ولا تاويل ولا تحريف....
والايمان بملائكته اى بوجودهم وماخبر به عنهم من صفاتهم وعددهم و اسمائهم وظائفهم......
والايمان بكتبه اى الايمان بانها منزله من عند الله وبما جاء فيها من الحق الصحيح الصريح وبما اخبر عنها من عدد واسم و .....
والايمان برسله اى الايمان بهم وبرسالتهم واسمائهم .....ومااخبر به عنهم وانهم بشر اصطفاهم الله من بين البشر برسالته لهداية الناس وارشادهم للحق ولعبادته
الايمان باليوم الاخر اى بيوم القيامه يوم يجمع الخلق بين يدى الله والايمان بمايكون فيه واخبر به الله ورسوله عنه من البعث والحساب والصراط ,و...و... ودخل فيه القبر وما يكون فيه
والايمان بالقدر خيره وشره اى ايمان وتصديق جازم باقدار الله التى قدرها خيرها وشرها وانها كانت بعلم الله سابقا وبقدره وقدرته ولحكمة اردها
والشر هو فى المقدورات وليس فى افعال الله ذاتها فالشر الذى وصف به القدر هو شر بالنسبه لمقدور الله واما تقدير الله فكله خير
ثم فعل كما فى اجابته عن الاسلام فقال صدقت وللمره الثانيه دليل ع علمه بها ثم تابع بسؤال فقال (اخبرنى عن الاحسان) والاحسان اما للخالق او المخلوق وجائت هنا الخالق فقال عليه الصلاة والسلام(ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك) وهى استحضار عظمة الله ومراقبته للعبد بالقلب وفعلا بالجوارح فتورث الخشية والخوف والانابه لله وتدفع الى الاتقان والاخلاص فى العباده والاعمال لله
ثم سأله عن الساعه؟ اى وقتها ومتى تاتى وتكون وهى بعث وحشر ونشور و....
فاجابه عليه الصلاة والسلام بانه ليس اعلم بها منه وهنا يعلم انها من الامور الغيبيه التى لم يطلع الله عليها احد
فساله عن اماراتها اى علاماتها التى تدل ع اقترابها فاخبره ببعضها فبدأ (ان تلد الامة ربتها) اى ان تلد الجارية المملوكة مايكون سيدا او سيدة سواء لها او لغيرها كمن يملكها فتقلب الامور بعكسها(,قد اختلف فى تفسيرها)
ثم (وان ترى الحفاة العراة العاله رعاء الشاه يتطاولون فى البنيان) وهذا من الامور المستغربه ان تشاهد من هم حالهم يدل ع ماهم فيه من الفقر لايجدون ماينتعلون ولا ثياب تستر بالكامل ولا مكان يآوى اليه ولا طعام يكفى رعاة بصحراء يصبحون اغنياء اصحاب بنيان وبيوت عاليه ويتنافسون فى ذلك.
ثم (انطلق) اى ذهب الرجل وقال فلبثت مليآ اى بقى مده طويله وزمن بعد ذلك وقد اختلف فيها بين يوم الى ثلاث فقال له عليه الصلاة والسلام (ياعمر اتدرى من السائل) اى اتعرف من هو الذى كان يسأل فرد عمر رضى الله عنه العلم الى الله ورسوله فقال(الله ورسوله اعلم) فاخبره عليه الصلاة والسلام انه جبريل عليه السلام كان ع صورة بشر جاء ليعلمهم امر دينهم اى يعرفهم ويعلمهم به.

- اهمية تعلم العلم خاصه وامور الدين عامه
- ذكر وتعريف مراتب الدين والاسلام وهى ثلاث :الاسلام والايمان والاحسان
- ان الاسلام والايمان ان اجتمعا قصد بالاسلام الاعمال الظاهره والايمان الاعمال الباطنه وان افترقتا جمع كل منهما مفهوم ومعنى الاثنين معآ
- السؤال والجواب من وسائل التعليم الهامه التى لها الاثر والفائده
- ذكر بعض اداب طالب العلم مع المعلم وانها مقدمه ع العلم وبيان اثارها ع العالم والمتعلم
- انه ليس بالضروره ان يكون السائل غير عالم بما يسال عنه ولكنه قد يريد ان يفيد ويوصل المعلومه لغيره
- اهمية العناية بالثياب والهيئة والملبس فالمسلم يجب ان يكون طيبا بكل شىء
- استحباب لبس الثياب البيض وهى كانت مفضله عند النى عليه الصلاة والسلام
- ان الاخلاص والمتابعه للكتاب والسنه هما الشرطين لصحة الاعمال والعبادات وقبولها
- عدم الاستحياء من السؤال عما لا يعرفه او اشكل عليه من الامور الهامة
- بيان اهمية مجالس الذكر والعلم وفضلها والحرص عليها
- اهمية الانتباه والانصات فى تلقى العلم
- الدين ليس درجه واحده ويتفاوت الناس فيه فليس كل مسلم مؤمن ولكن كل مؤمن مسلم
- ان الاسلام مرتبه يعلوها الايمان يعلوها الاحسان
- الاحسان اعلى المراتب والمنازل التى لا يصلها الكل
- ليس نقصا ولا عيبا ان يقل لا اعلم فيما لا يعرفه
- وجوب الايمان باقدار الله وانها خير ولحكمه وان لم تدرك
- ان الايمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصيه
- ان الشر فى المقدور ليس شر محضا بل شر فى ظاهره ينتج عنه امور هى خير
- الاحسان مرتبتين متفاوتتين الاولى اعلى من الثانيه :فمرتبة المشاهدة بانك ترى الله اعلى واعظم واقوى من مرتبة المراقبه وهى فأنه يراك
- ان الساعه من الامور الغيبيه التى لم يطلع الله عليها احد لا ملك مقرب ونبى مرسل
- رحمة الله بعباده بان ارسل لهم من يبين لهم ويعلمهم دينهم ويرشدهم للحق
- الدلاله ع ان الملائكة تتمثل بصور غير صورها وبصورة بشر
- ان الرسول لا يتبع بالواو مع الله الا فى الأمور الشرعية