عدد الرسائل : 18 Personalized field : تاريخ التسجيل : 29/11/2008
موضوع: لافتة إسلامية !! الخميس 03 مايو 2012, 19:54
إن أعداء هذا الدين الراصدين لحركات البعث الإسلامي الجديدة في هذا الجيل يرصدونها عن خبرة واسعة بطبيعة النفس البشرية. وبتاريخ الحركة الإسلامية على السواء. وهم من أجل ذلك حريصون كل الحرص على رفع (لافتة إسلامية) على الأوضاع والحركات والاتجاهات والقيم والتقاليد والأفكار التي يعدّونها ويقيمونها ويطلقونها لسحق حركات البعث الإسلامي الجديدة في أرجاء الأرض جميعا. ذلك لتكون هذه اللافتة الخادعة مانعة من الانطلاق الحقيقي لمواجهة الجاهلية القابعة وراء تلك اللافتة الكاذبة..
لقد أخطأوا مرة أو مرات في إعلان حقيقة بعض الأوضاع والحركات. وفي الكشف عن الوجه الكالح للجاهلية المنقضة على الإسلام فيها.. وأقرب مثال لذلك حركة (أتاتورك) اللاإسلامية الكافرة في تركيا.. ولكن أولئك الأعداء الواعين، من أهل الكتاب والملحدين الذين لا يجتمعون إلا حين تكون المعركة مع هذا الدين، لم يكادوا يتجاوزون منطقة الاضطرار في الكشف عن الوجهة اللاإسلامية الكافرة في حركة أتاتورك. حتى عادوا يحرصون بشدة على ستر الأوضاع التالية المماثلة لحركة أتاتورك في وجهتها الدنيئة بستار الإسلام، ويحرصون على رفع اللافتة على تلك الأوضاع -وهي أشد خطرا على الإسلام من حركة أتاتورك السافرة- ويفتنون افتنانا في ستر حقيقة هذه الأوضاع، التي يقيمونها ويكفلونها اقتصاديا وسياسيا وفكريا ويهيئون لها أسباب الحماية بأقلام مخابراتهم وبأدوات إعلامهم العالمية، وبكل ما يملكونه من قوة وحيلة وخبرة. ويتعاون أهل الكتاب والملحدون على تقديم المعونات المتنوعة لها، لتؤدي لهم هذه المهمة، التي لم تنته فيها الحروب الصليبية قديما ولا حديثا، يوم كانت هذه الحروب الصليبية معركة سافرة بين الإسلام وأعدئه المكشوفين الظاهرين. والسذج ممن يدعون أنفسهم مسلمين يخدعون بهذه اللافتة.. ومن هؤلاء السذج كثير من الدعاةفي الأرض. فيتحرجون من إنزالها عن الجاهلية القائمة تحتها. ويتحرجون من وصف هذه الأوضاع بصفتها الحقيقية التي تحجبها هذه اللافتة الخادعة.. صفة الشرك والكفر الصريحة.. ويتحرجون من وصف الناس الراضين بهذه الأوضاع بصفتهم الحقيقية كذلك. وكل هذا يحول دون الانطلاق الحقيقي الكامل لمواجهة هذه الجاهلية، مواجهة صريحة، لا تحرج فيها ولا تأثم من وصفها بصفتها الحقيقية الواقعة. بذلك تقوم تلك اللافتة بعملية تخدير خطرة لحركات البعث الإسلامي، كما تقوم دون الوعي الحقيقي، ودون الانطلاق الحقيقي لمواجهة الجاهلية الحالية التي تتصدى لسحق الجذور الباقية لهذا الدين.. هؤلاء السذج من الدعاة أخطر على حركات البعث الإسلامي من أعداء هذا الدين الواعين الذين يرفعون لافتة الإسلام على الأوضاع والحركات والاتجاهات والأفكار والقيم والتقاليد التي يقيمونها ويكفلونها لتسحق لهم هذا الدين.
إن هذا الدين يغلب دائما عندما يصل الوعي بحقيقته وحقيقة الجاهلية إلى درجة معينة في نفوس العصبة المؤمنة في أي زمان وفي أي مكان. والخطر الحقيقي على هذا الدين ليس كامنا في أن يكون له أعداء أقوياء وأعوان مدربون، بقدر ما يمكن في أن يكون له أصدقاء سذج مخدوعون، يتحرجون في غير تحرج، ويقبلون أن يتترس أعدؤهم بلافتة خادعة من الإسلام، بينما هم يرمون الإسلام من وراء هذه اللافتة الخادعة.
إن الواجب الأول للدعاة إلى هذا الدين في الأرض، أن ينزلوا تلك اللافتات الخادعة المرفوعة على الأوضاع الجاهلية، والتي تحمي هذه الأوضاع لسحق جذور هذا الدين في الأرض جميعا.. وإن نقطة البدء في أية حركة إسلامية هي تعرية الجاهلية من ردائها الزائف، وإظهارها على حقيقتها.. شركاً وكفراً.. ووصف الناس بالوصف الذي يمثل واقعهم، كيما تواجههم الحركة الإسلامية بالطلاقة الكاملة. بل كيما ينتبه هؤلاء الناس أنفسهم إلى حقيقة ما انتهى إليه حالهم، عسى أن يوقظهم هذا التنبيه إلى تغيير ما بأنفسهم، ليغير الله ما بهم، من الشقوة والنكد والعذاب الأليم الذي هم فيه مبلسون. وكل تحرّج في غير موضعه، وكل انخداع بالأشكال والظواهر واللافتات، هو تعويق لنقطة الانطلاق الأولى لأية حركة إسلامية في الأرض جميعا. وهو تمكين لأعداء هذا الدين من مكرهم الذي أرادوه بالحرص على إقامة تلك اللافتات بعدما انكشفت حركة أتاتورك في التاريخ الحديث، وباتت عجزة عن السير خطة واحدة. فما أحوج الناس اليوم في جميع بقاع الأرض إلى أن يدركوا طبيعة المعركة، وحقيقة القضية، فلا تلهيهم عنها تلك الأعلام الزائفة التي تستتر بها أحزاب الشرك والكفر، فإنهم لا يحاربون المسلمين إلا على العقيدة مهما تنوعت العلل والأسباب، فتقيم القيادات الضالة المضللة أصناما تختلف أسماؤها وأشكالها، وفق النعرة السائدة في كل جاهلية. وتجمع حواليها الأتباع. وتهيج في قلوبهم الحمية لهذه الأصنام، كي توجههم من هذا الخطام إلى حيث تشاء، وتبقيهم على الضلال الذي يكفل لها الطاعة والانقياد (وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً). ككل قيادة ضالة تجمع الناس حول الأصنام. أصنام الأحجار وأصنام الأشخاص، وأصنام الأفكار.. سواء الصد عن الدعوة لله.. وتوجيه القلوب بعيداً عن الدعاة، بالمكر، والكيد والإصرار.
ومن خطط الكفر ضد أصحاب الإيمان قوله يتجلى فيها خبث الطبع، ولؤن النخيزة. وهي خطة التجويع التي يبدو أن خصوم الحق والإيمان، يتواصون بها على اختلاف الزمان والمكان في حرب العقيدة، ومناهضة الأديان (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا) وذلك أنهم لخسة مشاعرهم، يحسبون لقمة العيش هي كل شيء في الحياة، كما هي في حسّهم، فيحاربون بها المؤمنين. وهي خطة قريش وهي تقاطع بني هاشم في الشعب لينفضوا عن نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسلموه للمشركين.. وهي خطة المنافقين لينفض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه تحت وطأة الجوع والضيق.. وهي خطة الشيوعيين في حرمان المتدينين في بلادهم من بطاقات التموين ليموتوا جوعا أو يكفروا بالله ويتركوا الصلاة، وهي خطة غيرهم ممن يحاربون الدعوة إلى الله وحركة البعث الإسلامي بالحصار والتجويع، ومحاولة سدّ أسباب العمل والارتزاق.