رضاك ربى Admin
عدد الرسائل : 88 Personalized field : تاريخ التسجيل : 26/02/2008
| موضوع: كيف تتحدثين إلى إبنك المراهق؟ الإثنين 28 نوفمبر 2011, 06:25 | |
| تريدين التواصل مع إبنك المراهق؟
تعلمى كيف تصغين إليه وتتفهمين مشاعره جيداً.
"لماذا لا تتحدث إلىّ ابنتى المراهقة؟"
"لماذا يجيبني إبنى بإجابات قصيرة مقتضبة لأى سؤال أسأله؟"
"لماذا يتصرف إبنى بصورة عدوانية فى كل مرة أحاول فيها إقامة حوار معه؟"
إذا كنت تواجهين مشاكل فى التحدث مع إبنك المراهق، ، فأنت لست وحدك... حيث يشعر الكثير من الآباء بنفس التحديات فى هذا الصدد. ينصحنا أ. محمد وديد استشارى العلاقات الزوجية والأسرية بأنه يجب أن نتخذ الخطوة الأولى من جانبنا وهى محاولة تغيير النهج المتبع مع أبناؤنا بدلاً من وصفهم بأنهم يمثلون المشكلة!! وضرورة النظر إلى سوء سلوكهم بمثابة لافتة حمراء يرفعها الأبناء لجذب انتباهنا "انتبه... هناك شيئاً ليس على ما يرام".
الأمر ليس مجرد كلمات
يقول أ. محمد وديد "إننا بحاجة إلى فهم أن 10% فقط من أشكال التواصل بين البشر يتم نقلها من خلال الكلمات، حيث تقوم لهجة التحدث وحجم الصوت بتوصيل 30% بينما تقوم تعابير الوجه ولغة الجسد بتوصيل الـ 60% المتبقية". وأضاف أن الخطأ الأكبر الذى نرتكبه أحياناً هو التركيز على الكلمات التى يوجهها أبناؤنا إلينا، بينما لا نلتفت إطلاقاً إلى مشاعرهم وراء هذه الكلمات.
وينصح وديد الآباء بإعطاء المزيد من الاهتمام تجاه مشاعر ابنائهم حتى فى حالة توجيه الأبناء كلمات مخيبة لآمالهم، يجب الالتفات إلى نسبة الـ90% من الرسالة ضمن لهجة الحديث وتعابير الوجه ولغة الجسد حيث "أحتاج إلى أن تحبنى.. أحتاج منك أن تعطينى المزيد من الوقت... أحاول أن أجذب انتباهك أن هناك شئ خطأ".
أيضاً نود أن نلفت انتباه الآباء إلى لهجتهم وسلوكهم فى الوقت ذاته، وليس فقط كلماتهم. هناك فرق كبير بين أن تعانق إبنك وتطلب منه أن يذهب لأداء واجباته المدرسية، أو أن توجّه إليه نظرة صارمة وتطلب منه نفس الشئ. يقول وديد "هذا ما يثير العداء بيننا وبين أبناؤنا، ونحن ليس لدينا أى فكرة كيف يؤثر ذلك عليهم سلبياً". ثم يضيف: "وبالتالى نتساءل لماذا ينفصل ابناؤنا عنا؟ لماذا لا يحبوننا؟ والإجابة هى أننا لا نولى الاهتمام الكافى لفهم سبل التواصل بيننا".
هل أنت مستمعة جيدة؟
يجب ان نضع فى اعتبارنا كيف نستمع إلى أبناؤنا، لقد مررنا جميعاً بتجربة التحدث إلى اشخاص أخرى تتظاهر فقط بالاستماع إلينا بينما لا تولى أى اهتمام لما نقول. أو التحدث إلى أشخاص تطلق علينا أحكام وافتراضات مسبقة تجعلنا نتمنى ألا نكون قد تحدثنا معهم من البداية. ومن الطبيعى ألا ندخل فى حوار ودى دافئ مع هؤلاء الأشخاص مرة أخرى. ومع ذلك، كثير من الآباء يقعون فى نفس هذه الأشكال من الاستماع، ثم يتعجبوا لماذا لا يتحدث أبنائهم إليهم!!
يقول وديد: "اعتدنا على أن ننهر أطفالنا للتوقف عن الحديث تماماً... ودوماً ما ندير الحوار كما نريد نحن وليس كما يريدون.. وهذه مشكلة كبيرة، حيث أننا لا نريد الإصغاء إليهم. وبالتالى لا يتولد لديهم الشعور بنية التحدث إلينا لأنهم يعرفون أننا لن نفهمهم وأننا سوف نصدر أحكام مسبقة على ما يقولون ثم نسدى إليهم النصائح المعتادة".
الاستماع بتعاطف وتفاعل
“يحتاج المراهقون لأن نستمع إليهم بتعاطف وأن نتفاعل مع ما يقولون" أوضح وديد، "وهذا يعني أن نولى أبناؤنا الانتباه الكامل دون افتراضات مسبقة من جانبنا". لا ينبغى علينا التفكير فى كيفية حل المشكلة أو إسداء النصح بينما يتحدث الطفل، لأن نصف انتباهنا سوف يتشتت فى مكان آخر. فبداً من ذلك، لابد وأن ننصت كليةً إلى أطفالنا لكى نتفهم مشاعرهم وأن نضع أنفسنا مكانهم، بعدها ننتظر برهة للتفكير فى الرد على سؤالهم.
ينصح محمد وديد أنه فى حال إذا سألك إبنك " هل يمكن أن أدخن؟" لابد وأن تقاوم الرغبة فى القول " لا .. غير مسموح، فهو حرام!!" فإبنك بالفعل يعرف هذا وتكون قد أنهيت الحوار بتلك الصورة المقتضبة. بدلاً من ذلك، يمكنك أن تعانقه وتبدى شئ من التعاطف لما يقوله واجعله يتحدث اكثر ولا تقاطعه بالأسئلة حتى تعرف معلومات أكثر مثل "من الذى عرض عليك التدخين؟ هل تحب التدخين؟" فليس هذا ما يريد .. فسوف يشعر بأنك تستجوبه وبالتالى لن يفتح لك قلبه مرةً ثانية.
بدلاً من ذلك، قومى بطرح الأسئلة لفهم شعوره تجاه هذا الموضوع، وأن تقولى شيئاً مثل: "أشعر وكأنك ترغب فى اتباع تقاليدنا الأسرية لكن يبدو أن بعض أصدقائك يدخنون وأنك تمر بشعور متضارب، أليس كذلك يابنى؟" وقد يجيبك إبنك:" نعم ياأمى، أحمد صديقي يدخن وأنا أشعر بأني لكى أكون رجل يجب أن أدخن!!" ثم استرسلى معه في الحوار: "هل تعتقد أن التدخين هو الذي يجعلك رجلاً أم هو شئ آخر؟" وهكذا يمكنك أن تقنعى طفلك بوجهة نظرك برفق. إذا نجحت فى بناء الثقة والمناخ الداعم لطفلك، سوف يشعر بمدى تفهمك له وسوف يداوم على التحدث إليك عن أشياء كثيرة والتساؤل عنها.
فى السيناريو الآخر، إذا طرحت الأسئلة لجمع معلومات أكثر، ثم اتصلت بوالدة أحمد لإخبارها أن إبنها يدخن، فبهذه الطريقة تكونى قد أحدثت مشكلة كبيرة بين إبنك وصديقه. أيضاً ستحدثين شرخاً فى جدار الثقة بينك وبين إبنك ولن يعاود التحدث معك فى أى شئ مرةً أخرى. ويوضح وديد أنك لم تطرحى الأسئلة لكى تضعى نفسك فى مكانه وإنما لاستجوابه ومحاولتك منع حدوث ذلك... ولكنك لا تستطيعى منع حدوث أى شئ بالقوة.
تقبل الشخص وليس الفعل:
دائماً ما يسأل الآباء: هل يعنى هذا الموافقة على كل شئ يقوله الأبناء؟ بالطبع الإجابة لا. ويستطرد محمد وديد "يجب أن تضعى نفسك مكانه أولاً، تفهمى شعوره تماماً، ماذا يريد أن يقول، وكيف تتواصلين معه. ولكن طالما أنك لم تتركى عالمك الشخصى، لن تستطيعى فعل ما سبق. كل هذا لا يعنى أن تتفقى مع كل ما يفعله".
"أنت تتفقين مع الشخص وليس مع الفعل" يعطى وديد مثالاً من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: عندما أتى فتى شابًا النبي صلى اللَّه عليه و سلم فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا – فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا: مه مه– فقال: أدنه. فدنا منه قريبًا، قال: أتحبه لأمك؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم، قال: أتحبه لابنتك؟ قال: لا جعلني الله فداءك، قال: والناس لا يحبونه لبناتهم... ثم تكرر السؤال أتحبه لأختك، لعمتك، لخالتك كما تكررت الإجابة السابقة إلى أن قال: فوضع [رسول الله] يده عليه وقال: «اللهم اغفر ذنبه وطهِّر قلبه وحصِّن فرجه»” .... ويعنى هذا لى كاستشارى نفسى تقبل الشخص... لابد وأن يشعر أنه جزء منا، فهو ينتمى إلينا حتى مع كل ما يقوم به. ولذا ربت النبى على كتفه، فلم يبدأ الرسول صلى الله عليه وسلم فى التواصل مع عقله قبل تقبل الشخص.
لم يفت الأوان بعد:
أفضل مرحلة لبدء هذا النوع من التواصل مع أبنائك هو سن الطفولة، وبالتالى تكونى تتبعى نمط صحى مع بلوغ طفلك سن المراهقة. من ناحية أخرى، إذا لم تتبعى هذا النمط من البداية وكنت فى حاجة إلى تغيير أسلوب التواصل بينكما فى سن المراهقة.. إعلمى انه لم يفت الأوان بعد ولكن يتطلب الأمر المزيد من الصبر من جانبك. "إمنحى نفسك مهلة زمنية لمدة سنة على الأقل متمسكة باتباع هذا النهج. استمعى إلى طفلك، حافظى على تغذية مشاعره باستمرار وتقبليه، وسوف تجنى ما زرعت طوال مراحله العمرية ولكن لا تتعجلى النتائج".
الاستماع إلى إبنك المراهق
يوضح وديد الأشكال الخمس للاستماع لطفلك مع الاستهداف الدائم للشكل الخامس وهو الاستماع بتعاطف وتفاعل
1. التجاهل: يعلم المراهق هذا الإحساس من الآباء لذلك يبدأ دوماً فى جذب الانتباه عن طريق إبداء العناد والتصرف بشكل غريب وإعلان تمرده. ولأن المراهق يعلم أن الديناميكية الداخلية للآباء تحثهم دوماً على القول: "لن أستمع إليك" فهو يفعل هذا. لذلك لابد من أن تغيرى نفسك. ويفسر وديد أن أبناؤنا يحتاجون إلى دعمنا المستمر والشعور بالانتماء إلينا، وإلا سوف يلوذون إلى أقرانهم. إذا لم نستمع إلى أبناءنا، فهذا يعنى أننا نرفضهم ونمنحهم الدافع بشكل غير مباشر للانتماء لأشخاص أخرى.
2. التظاهر بالاستماع: عندما يتحدث إبنك المراهق، دائماً ما يكون ردك: "همم.... همم... نعم، حسناً" ولكنك فى الواقع لا تستمعين إليه. أحيانا الآباء مشغولون للغاية فى الأمور الحياتية، مع الإنترنت، مع المكالمات الهاتفية، وحتى مع البرامج التلفزيونية، ولا يستمعون إلى أطفالهم بالجودة المطلوبة ، كما يقول وديد "ابنك المراهق يعرف حقا أنك لم تسمعى أو تفهمى شيئا".
3. الاستماع الانتقائى: تتظاهرين فقط بالاستماع إلى ابنتك إلى أن تسمعي شيئا يجذب انتباهكم، مثل كلمة "صديقى"، ثم تبدين فجأة اهتمامك الحقيقى، ولكن ليس هذا كافياً. أنت بحاجة الى الاستماع للحديث بالكامل حتى تتفهمى مشاعرها. "ربما تريد إخبارك عن صديقتها التى تفكر فى أن يكون لها صديق... ولأنك تنتقى ما تريدين الاستماع إليه، فقد تبدأين فى الرد على شئ لم تفهمينه جيداً" ، ويوضح وديد "طالما لازلت تتحدثين وتستمعين من عالمك الخاص، أنت لست مع ابنك أو ابنتك بالصورة الصحيحة.
4. الاستماع بانتباه: من خلال هذه النمط، يوضح وديد أن عادة ما ستمع الأشخاص لمن حولهم بنية الرد أو إسداء النصح حول كيفية حل المشكلة. أنت تولين الاهتمام، ولكنك لا تضعى نفسك مكان أبناءك. وهذا يعنى أن نصف عقلك يشغله التفكير وبالتالى لا ترتئين الصورة بشكل كلى.
5. الاستماع بتعاطف وتفاعل: فى هذه الحالة، أنت تعطين إبنك/إبنتك الانتباه الكافى، والاستماع وطرح الأسئلة بهدف تفهم مشاعره/مشاعرها. يمكنك إضفاء جو من الثقة والدعم مع أبنائك لتشجيعهم على التحدث معك. ليس بالضرورة أن تتفقى معهم فى آرائهم وأفعالهم، ولكن تداومين على تقبلهم كأشخاص. | |
|