| من بلاغة القرآن الكريم (( موضوع متجدد وأرجو من الجميع المشاركة)) | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
نور الايمان مشرفة عام
عدد الرسائل : 917 Personalized field : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| |
| |
نور الايمان مشرفة عام
عدد الرسائل : 917 Personalized field : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: من بلاغة القرآن الكريم (( موضوع متجدد وأرجو من الجميع المشاركة)) الإثنين 25 أبريل 2011, 16:07 | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى في وصف الحور العين :
" وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ " ( الصافات:48) . " وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ " (ص:52) . " فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ " (الرحمن:56) .
وقاصرات الطرف معناه : حابسات أنظارهن حياءً وخفرًا ، وهو كناية عن العفة التامة .
فما السر في إيثار النظم الكريم التعبير بـ ( قاصرات الطرف ) دون : ( عفيفات ) مثلاً ؟
أشار ابن أبي الإصبع إلى هذه اللطيفة ، بقوله : " لأن كل من عفَّ ، غضّ الطرف عن الطموح ، فقد يمتد نظر الإنسان إلى شيء ، وتشتهيه نفسه ، ويعِفّ مع القدرة عليه لأمر آخر . وقصرُ طرفِ المرأة على بعلها ، أو قصر طرفها حياءً وخفرًا ، أمر زائد على العفة ؛ لأن من لا يطمح طرفُها لغير بعلها ، أو لا يطمح حياءً وخفرًا ، فإنها ضرورة تكون عفيفة ، وليست كلُّ عفيفة قاصرةَ الطرف " .
بديع القرآن : ( 84 ) .
إذًا ... المرأة تكون عفيفة ، ولكنها قد تنظر إلى غير زوجها ، أما قاصرة الطرف فقد جمعت بين العفة ، وحبس نظرها لبعلها ؛ فهي لا ترى أجمل ، ولا أكمل ، ولا أتم منه .
والله - تعالى - أعلم .</B></I>
| |
|
| |
نور الايمان مشرفة عام
عدد الرسائل : 917 Personalized field : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: من بلاغة القرآن الكريم (( موضوع متجدد وأرجو من الجميع المشاركة)) الأربعاء 27 أبريل 2011, 10:24 | |
| نريد من الجميع المشاركة
ما سر تقديم اللعب على اللهو ؟ ((وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ)) الأنعام 32وكذلك قال
((اعْلَمُوا أَنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ )) الحديد 20
فقد قدم اللعب في أكثر الآيات على اللهو لأن اللعب هو لعب الصبيان فيكون في زمن الصبا بينما اللهو يكون في زمن الشباب وزمن الصبا سابق لزمن الشباب فاقتضى تقديم اللعب على اللهو في الآيات
آية سورة العنكبوت ((وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (العنكبوت:64) قال بصددها الدكتور السامرائي
((فقبل هذه الآية في العنكبوت جاء قوله تعالى: " اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ . وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ" العنكبوت 63 و 64 والرزق من مدعاة الالتهاء بجمعه وليس مدعاة لعب لذلك أيضا قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ" المنافقون 9 فالرزق وطلب الرزق يشغل الإنسان ويلهيه لذلك نهى الله تعالى عن الالتهاء به، والذي بسط عليه الرزق منشغل في جمعه، ومن قُدِر عليه الرزق هو أيضا ملته بطلبه والبحث عنه والفكر به، لذلك قدم اللهو على اللعب في هذه الآية، أما الآيات الأخرى فلم يرد فيها مثل هذا الأمر)) | |
|
| |
سفرى بعيد وزادى قليل مشرفة دورة الفوتوشوب
عدد الرسائل : 456 Personalized field : تاريخ التسجيل : 27/08/2008
| موضوع: رد: من بلاغة القرآن الكريم (( موضوع متجدد وأرجو من الجميع المشاركة)) الخميس 28 أبريل 2011, 03:07 | |
| [size=21]السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تــأملوا معي هذه الأســرار فضلاً لا أمــراً ..
قال الله عز و جل في سورة الـشعراء
كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ
ثم تأتي آيات أخرى
كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ
كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ
كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ
ثم تأتي آية أخرى ولكن لاحظــوا الفرق ,
كَذَّبَ أَصْحَابُ الأيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ
فلماذا لم يقل الله تعالى "أخوهم شعيب" لماذا قال شعيب؟
لماذا عندما ذكر الله هود و صالح و لوط قال تعالى "أخوهم " ولكن عند ذكر شعيب لم يقل أخوهم؟
لأن الأيكة هي شجرة كانوا يعبدونها من دون الله ، فلذلك الله سبحانه وتعالى لم يقل أخوهم شعيب
فشعيب عليه السلام ليس أخوهم في عبادة هذه الشجرة
وَكَانَ نَبِيّ اللَّه شُعَيْب مِنْ أَنْفُسهمْ وَإِنَّمَا لَمْ يَقُلْ هُنَا أَخُوهُمْ شُعَيْب لأنَّهُمْ نُسِبُوا إِلَى عِبَادَة الأيْكَة وَهِيَ شَجَرَة !!
وَقِيلَ شَجَر مُلْتَفّ كَالْغَيْضَةِ كَانُوا يَعْبُدُونَهَا فَلِهَذَا لَمَّا قَالَ : كَذَّبَ أَصْحَاب الأيْكَة الْمُرْسَلِينَ لَمْ يَقُلْ : إِذْ قَالَ لَهُمْ
أَخُوهُمْ شُعَيْب
والله إن له لحلاوة . وإن عليه لطلاوة . وإن أعلاه لمثمر . وإن أسفله لمغدق . وإنه ليعلو ولا يعلى عليه
وإنه ليحطم ما تحته وما يقول هذا بشر
أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا و ينفعنا بما علمنا ..
~~~</B></I>
[/size]
| |
|
| |
سمر عضو مميز جدا
عدد الرسائل : 157 Personalized field : تاريخ التسجيل : 29/06/2008
| موضوع: رد: من بلاغة القرآن الكريم (( موضوع متجدد وأرجو من الجميع المشاركة)) الثلاثاء 03 مايو 2011, 03:26 | |
| جزاك الله خيرا على الموضوع الرائع
قال تعالى : ( لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله مالا تعلمون )
وقال تعالى : ( وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره أفلا تتقون قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين )
المتصفح لهذه الآيات الكريمات يجدها تشتمل على بيانيات تحتاج إلى توضيح
أولا :
في قصة نوح عليه السلام عبر بالفاء في قوله تعالى (فقال يا قوم اعبدوا الله )
وفي قصة هود عليه السلام عبر بدون الفاء
في قوله تعالى( قال يا قوم اعبدوا الله )
فما السر في ذلك ؟
السر في ذلك أن نوحا عليه السلام كان مداوما على دعوة قومه غير متوان فيها
جاء في سورة نوح ( قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا)
فناسبه التعقيب بالفاء، أما هود فلم يكن كذلك بل كان دون نوح في المبالغة في الدعوة
ثانيا :
لماذا قال ليس بي ضلالة ولم يقل ضلال كما قالوا ؟
لأن الضلالة أخص من الضلال فكانت أبلغ في نفي الضلال عن نفسه
كأنه قال : ليس بي شيء من الضلال كما لو سالك سائل ألك بساتين؟
فقلت مالي بستان
ثالثا :
لم جمع الرسالة ؟
جمعت الرسالة هنا لاختلاف أوقاتها ولتنوع معانيها أو لأن المراد بها المرسل به وهو يتعدد.
رابعا :
لم عبر الحق تبارك وتعالى على لسان نوح عليه السلام بالجملة الفعلية في قوله :وأنصح لكم ؟
ولم عبر على لسان هود عليه السلام بالجملة الاسمية في قوله :وأنا لكم ناصح أمين ؟
لأن صيغة الفعل تدل على تجدده ساعة بعد ساعة وكان نوح عليه السلام يكرر في دعائهم ليلا ونهارا من غير تراخ _ كما ذكرنا آنفا _ فناسب التعبير بالفعل أما هود عليه السلام فلم يكن كذلك بل كان يدعوهم وقتا دون وقت فلهذا عبر بالاسمية
خامسا :
لم قال الحق تبارك وتعالى على لسان نوح عليه السلام وأنصح لكم بزيادة اللام ولم يقل وأنصحكم ؟
ليس هناك شيء زائد في القرآن الكريم وإنما جيء باللام زائدة للمبالغة والدلالة على إمحا ص النصيحة وأنها وقعت خالصة للمنصوح له وقصد بها جانبه لاغير .
والله أعلم | |
|
| |
نور الايمان مشرفة عام
عدد الرسائل : 917 Personalized field : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: من بلاغة القرآن الكريم (( موضوع متجدد وأرجو من الجميع المشاركة)) الثلاثاء 03 مايو 2011, 05:19 | |
| بارك الله فيكم
اريد من الجميع التفاعل
| |
|
| |
نور الايمان مشرفة عام
عدد الرسائل : 917 Personalized field : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| |
| |
نور الايمان مشرفة عام
عدد الرسائل : 917 Personalized field : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: من بلاغة القرآن الكريم (( موضوع متجدد وأرجو من الجميع المشاركة)) الجمعة 27 مايو 2011, 16:48 | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لمسات بيانية في القرآن الكريم
1-سؤال: ما الفرق من الناحية البيانية بين قوله تعالى (هذا بلاغ للناس) سورة ابراهيم آية 52 و(بلاغ) سورة الأحقاف آية 35؟
كلمة بلاغ في سورة الأحقاف هي خبر لمبتدأ محذوف وتقديره هذا بلاغ. ففي سورة الأحقاف سياق الآيات التي قبلها والمقام هو مقام إيجاز لذا اقتضى حذف المبتدأ فجاءت كلمة بلاغ ولم يخبرنا الله تعالى هنا الغرض من البلاغ . أما في سورة ابراهيم فإن الآيات التي سبقت الآية (هذا بلاغ للناس) فصّلت البلاغ والغرض منه من الآية (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ) آية 42. | |
|
| |
سفرى بعيد وزادى قليل مشرفة دورة الفوتوشوب
عدد الرسائل : 456 Personalized field : تاريخ التسجيل : 27/08/2008
| موضوع: رد: من بلاغة القرآن الكريم (( موضوع متجدد وأرجو من الجميع المشاركة)) الأربعاء 01 يونيو 2011, 10:07 | |
| السؤال : لماذا ذكر في سورة الرحمن : (عَلَّمَ الْقُرْآنَ) قبل (خَلَقَ الْإِنسَانَ) ، وعلمه لمن ؟
الجواب : الحمد لله في هذه السورة العظيمة من سور القرآن الكريم يتعرف الله سبحانه وتعالى إلى خلقه بنعمه عليهم ، وآلائه التي ملأت أرجاء السماء والأرض ، يذكرهم بها عبوديتهم له عز وجل ، ويلزمهم طاعته وابتغاء مرضاته . ولما كان القرآن الكريم النعمة الكبرى والآية العظمى التي أنزلت على الإنسانية جمعاء ، بدأ بها عز وجل ، وقدمها على كل شيء ، حتى على خلق الإنسان نفسه ، ليوحي بذلك إلى الغاية التي خلق الإنسان من أجلها ، وهي معرفة وحي الله والالتزام به ، فلا يشتغل الإنسان بالخلق عن الخالق ، ولا بالوسيلة عن المقصد . وذكر الله تعالى خلق الإنسان بعد ذِكْر تعليم القرآن ليبين أن الإنسان هو المقصود بتعليم القرآن . قال الله تعالى : ( الرَّحْمَنُ . عَلَّمَ الْقُرْآنَ . خَلَقَ الإنْسَانَ . عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ) الرحمن/1-4. قال أبو حيان الأندلسي رحمه الله : "ولما عدّد نعمه تعالى ، بدأ مِن نِعَمه بما هو أعلى رتبها ، وهو تعليم القرآن ، إذ هو عماد الدين ونجاة من استمسك به. ولما ذكر تعليم القرآن ولم يذكر المعلَّم ، ذكره بعد في قوله : (خَلَقَ الإنْسَانَ) ، ليُعلم أنه المقصود بالتعليم" انتهى . "البحر المحيط" (10/187) . وقال الألوسي رحمه الله : "ثم أتبع سبحانه نعمة تعليم القرآن بخلق الإنسان فقال تعالى : (خَلَقَ الإنْسَانَ) ؛ لأن أصل النعم عليه ، وإنما قدم ما قدم منها لأنه أعظمها ، وقيل : لأنه مشير إلى الغاية من خلق الإنسان ، وهو كماله في قوة العلم ، والغاية متقدمة على ذي الغاية ذِهْنًا ، وإن كان الأمر بالعكس خارجا" انتهى . "روح المعاني" (27/99) . وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " وبدأ الله تعالى بتعليم القرآن قبل خلق الإنسان إشارة إلى أن نعمة الله علينا بتعليم القرآن أشد وأبلغ من نعمته بخلق الإنسان ، وإلا من المعلوم أن خلق الإنسان سابقٌ على تعليم القرآن ، لكن لما كان تعليم القرآن أعظمَ مِنَّةٍ من الله عز وجل على العبد قدمه على خلقه " انتهى . "لقاءات الباب المفتوح" (رقم/188) . والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
| |
|
| |
نور الايمان مشرفة عام
عدد الرسائل : 917 Personalized field : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: من بلاغة القرآن الكريم (( موضوع متجدد وأرجو من الجميع المشاركة)) الخميس 16 يونيو 2011, 17:20 | |
| قال الله تعالى:﴿مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً ﴾( النساء: 85 ) فاستعمل سبحانه لفظ ( النصيب ) مع الشفاعة الحسنة، واستعمل لفظ ( الكفل ) مع الشفاعة السيئة، فدل على أن بينهما فرقًا في المعنى. وأكثر المفسرين على القول بأن النصيب، والكفل بمعنى واحد، وهو الحظ، أو المِثْل، إلا أن الثاني أكثر ما يستعمل في الشر؛ كاستعماله- هنا- في الشفاعة السيئة. وفرَّق بعضهم بينهما بأن النصيب يزيد على المثل، والكفل هو المِثْلُ المساوي، فاختار تعالى النصيب مع الشفاعة الحسنة؛ لأن جزاء الحسنة يضاعف بعشرة أمثالها، واختار الكِفْلَ مع الشفاعة السيئة؛ لأن من جاء بالسيئة لا يجزى إلا مثلها. وهذا القول مبنيٌّ على اعتبار أن ( من ) في قوله تعالى:﴿ مِنْهَا ﴾، في الموضعين، للسبب، وعلى اعتبار أن جزاء الشفاعة الحسنة كجزاء فعل الحسنة، وجزاء الشفاعة السيئة كجزاء فعل السيئة، قياسًا على قوله تعالى: ﴿ مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ﴾( الأنعام: 160 ). وعليه يكون المعنى: من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب بسببها، ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل بسببها. أي: يكن لكل منهما ذلك بسبب شفاعته.. وهذا خلاف ما نصَّت عليه الآية الكريمة من المعنى تمامًا؛ لأن ( من ) في قوله تعالى:﴿ مِنْهَا ﴾، في الموضعين، ليست للسبب؛ وإنما هي للتبعيض. والمراد من الآية الكريمة: أن للشفيع، الذي يشفع في الحسنة، نصيبًا من جزاء المشَفَّع على شفاعته، وأن للشفيع، الذي يشفع في السيِّئة كِفْلاً من جزاء المشَفَّع على شفاعته. فههنا شَفيعٌ، ومُشَفَّعٌ، ومُشَفَّعٌ له، وشَفاعَةٌ. والشفاعةُ نوعان: حسنة، وسيئة. فالشفاعة الحسنة هي التي يُراعَى بها حق المسلم، فيُدفَع بها عنه شر، أو يُجلَب بها إليه خير، ابتغاء مرضاة اللهتعالى. وأما الشفاعة السيئة فهي التي تكون في معصية الله ابتغاء لجاه أو غيره، وأعظمُها جُرْمًا ما كان في حَدٍّ من حدود الله تعالى.
| |
|
| |
نور الايمان مشرفة عام
عدد الرسائل : 917 Personalized field : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: من بلاغة القرآن الكريم (( موضوع متجدد وأرجو من الجميع المشاركة)) الخميس 16 يونيو 2011, 17:36 | |
| ما الفرق من الناحية البيانية بين قوله تعالى (خالدين فيها) وقوله (خالدين فيها أبدا)؟ هناك قاعدة في القرآن الكريم سواء في أهل الجنة أو في أهل النار، إذا كان المقام مقام تفصيل الجزاء أو في مقام الإحسان في الثواب أو الشدة في العقاب يذكر (أبدا) وإذا كان في مقام الإيجاز لا يذكرها. في سورة النساء آية 57 (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيلاً) هذه الآية فيها تفصيل للجزاء فذكر فيها أبدا، أما الآية 13 من سورة النساء (تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ليس فيها تفصيل فلم يذكر فيها (أبدا). كذلك في سورة البيّنة لم يذكر مع الكافرين (أبدا) لأنه لم يفصّل في عقابهم (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) آية 6، وذكرها مع المؤمنين لأنه فصّل الجزاء لهم (جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ) آية 8، فالتفصيل زيادة في الجزاء ويتسع في قوله (أبداً) فيضيف إكراماً إلى ما هم فيه من إكرام وكذلك في العذاب. وقد وردت خالدين فيها أبداً في أهل الجنة 8 مرات في القرآن الكريم ووردت في أهل النار 3 مرات وهذا من رحمته سبحانه وتعالى لأن رحمته سبقت غضبه. والخلود عند العرب تعني المكث الطويل وليس بالضرورة المكث الأبدي. | |
|
| |
سفرى بعيد وزادى قليل مشرفة دورة الفوتوشوب
عدد الرسائل : 456 Personalized field : تاريخ التسجيل : 27/08/2008
| موضوع: رد: من بلاغة القرآن الكريم (( موضوع متجدد وأرجو من الجميع المشاركة)) السبت 18 يونيو 2011, 16:38 | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شاركونا بإذن الله التكرار ، والتقديم و التأخير في القرآن وتفسير قوله تعالى : ( واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا .. الآية )
سؤال: وردت في سورة البقرة الآيات 47-48 ثم وردت مره أخرى في الآيات 122-123 ونجد الاختلاف في كلمتي الشفاعة والعدل رغم أن الآيتين تتحدثان عن بني إسرائيل
|
[size=21]الجواب: الحمد لله الجواب على هذا السؤال يتضمن عدة أمور : الأول : تفسير قوله تعالى : { وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ } البقرة / 48 ، والآية الأخرى الشبيهة بها هي قوله تعالى : { وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ } البقرة / 123 . ]قال ابن كثير رحمه الله ( 1 / 256 ) : لما ذكَّرهم تعالى بنعمه أولاً - يعني : قوله تعالى : { يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ } البقرة / 40 - عطَف على ذلك التحذير من حلول نقمه يوم القيامة فقال : { واتقوا يوماً } " يعني : واحذروا يوم القيامة ، { لا تجزي نفسٌ عن نفسٍ شيئاً } أي : لا يغني أحد عن أحد كما قال { ولا تزر وازرة وزر أخرى } وقال : { لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه } وقال : { يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوماً لا يجزي والدٌ عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا } فهذا أبلغ المقامات أن كلاًّ من الوالد وولده لا يغني أحدهما عن الآخر شيئاً . وقوله تعالى : { ولا يقبل منها شفاعة } يعني : من الكافرين كما قال { فما تنفعهم شفاعة الشافعين } . وقوله تعالى : { ولا يؤخذ منها عدل } أي : لا يقبل منها فداء كما قال تعالى : { إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهباً ولو افتدى به } ، وقال : { إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعاً ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تُقبل منهم ولهم عذاب أليم } ، وقال : { فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم } الآية ، فأخبر تعالى أنهم إن لم يؤمنوا برسوله ويتابعوه على ما بعثه به ووافوا الله يوم القيامة على ما هم عليه فإنه لا ينفعهم قرابة قريب ولا شفاعة ذي جاه ولا يقبل منهم فداء ولو بملء الأرض ذهباً . \ \وقوله تعالى { ولا هم ينصرون } أي : ولا أحد يغضب لهم فينصرهم وينقذهم من عذاب الله كما تقدم أنه تعالى لا يقبل فيمن كفر به فدية ولا شفاعة ولا ينقذ أحدا من عذابه منقذ ولا يخلص منه أحد ولا يجير منه أحد كما قال تعالى { وهو يجير ولا يجار عليه } وقال { فيومئذٍ لا يُعذِّب عذابه أحدٌ ولا يوثِق وثاقه أحد } . قال ابن جرير الطبري : وتأويل قوله { ولا هم ينصرون } يعني : أنهم يومئذٍ لا ينصرهم ناصرٌ كما لا يشفع لهم شافعٌ ولا يقبل منهم عدل ولا فدية ، بطلت هنالك المحاباة واضمحلت الرشى والشفاعات وارتفع من القوم التناصر والتعاون وصار الحكم إلى الجبار العدل الذي لا ينفع لديه الشفعاء والنصراء فيجزي بالسيئة مثلها وبالحسنة أضعافها وذلك نظير قوله تعالى { وقفوهم إنهم مسئولون . ما لكم لا تناصرون . بل هم اليوم مستسلمون } أ.هـ . وبهذا يعلم أن الشفاعة المنفية هنا هي شفاعة الكافرين أو الشفاعة في الكافرين . الثاني : أن التكرار في القرآن الكريم يحصل كثيراً وذلك لحكمٍ كثيرةٍ عظيمةٍ قد نعرف بعضها ، ويخفى علينا كثيرٌ منها : - 1- أن كل جملةٍ مكررةٍ يختلف مدلولها ومعناها عن الجملة الأخرى لأنها تتعلق بما ذكر قبلها من كلام الله تعالى ، وبهذا لا يعد ذلك من التكرار في شيءٍ . فمثلا : قوله تعالى في سورة المرسلات : { ويل يومئذ للمكذبين } تكررت عشر مرات ، وذلك أن الله تعالى أورد قصصاً مختلفة ، وأتبع كل قصة بهذا القول فكأنه عقب على كل قصة : " ويل يومئذ للمكذب بهذه القصة " ، وكل قصة مغايرة للقصة الأخرى فأثبت الوعيد لمن كذب بها . 2- كما أن الله تعالى لا يخالف بين الألفاظ إلا لاختلاف المعاني ، وأن هذا لا يكون إلا لحكمة يعلمها سبحانه ، وقد يطلع عليها بعض خلقه بما يفتح عليهم من الفهم في كتابه ، وقد يحجبها عنهم ، وهو الحكيم العليم . 3- أن تكرار الكلام يضفي على المعنى الذي تضمنه أهمية ومكانة توجب له عناية خاصة ، ومنها تأكيد المعنى وبقدر ما يحصل التأكيد بقدر ما يدل على الاهتمام بالأمر والعناية به . ( للاستزادة يراجع قواعد التفسير 2 / 702 ) . لثالث : هل تقديم شيء وتأخيره في القرآن له حِكَم معروفة أو قاعدة مطردة ؟ فيقال ـ والعلم عند الله تعالى ـ : إن التقديم والتأخير في القرآن ، بل وفي لغة العرب لا يجري على قاعدة مطردة ، فتارة يكون المقدم هو المتقدم في الوقوع ، وتارة يكون المقدم هو الأشرف ، وتارة يصعب التعليل ، وعليه : فينبغي الحذر عند الكلام في هذا الباب ، فيبين ما ظهر له وجه تعليله من غير تكلف ، وما لم يظهر وجهه يوكل علمه إلى عالمه ، والتقول على الله بلا علم من أعظم المحرمات كما لا يخفى ، فلا يجوز أن يُحَمّل كلام الله ما لا يحتمل . على أنه يقال : إن العرب إذا ذكرت أشياء مشتركة في الحكم وعطفت بعضها على بعض بالواو المقتضية عدم الترتيب فإنهم لا يقدمون في الغالب إلا ما يعتنون به سواء كان بسب التشريف أو التعظيم ، أو لأهميته أو قصد الحث عليه ، أو نحو ذلك . " قواعد التفسير " د . خالد السبت ( 1 / 380 ) . ]الرابع : في الحكمة من تكرار هذه الآية ، والحكمة من التقديم والتأخير فيها على وجه الخصوص : إن التكرار هنا لتذكير بني إسرائيل ، وإعادةً لتحذيرهم للمبالغة في النصح . وأيضاً : في الموضع الأول ذكَّرهم بالقيام بحقوق نعمه السابقة عليهم وهي التي ذكره قبل الآيات وبعدها ، وفي الموضع الثاني ذكَّرهم بنعمة تفضيلهم على العالَمين لإيمانهم بنبي زمانهم ، ليحصلوا هذه الفضيلة بإيمانهم بنبي الإسلام الخاتم محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلم فيكونوا من الفاضلين ، ويتقوا بإيمانهم به من أهوال القيامة وخوفها ؛ كما اتقى من تابع موسى عليه السلام وآمن به من تلك الأهوال " . " روح المعاني " للآلوسي ( 1 / 373 ) .
وأما سبب تقديم العدل على الشفاعة في الموضع الثاني وتأخيره عنها في الموضع الأول : فقد التمس بعض العلماء الحكمة فذكروا حكمتين : | 1- أنه من باب التفنن في الكلام لتنتفي به سآمة الإعادة مع حصول المقصود من التكرير . 2- ومع هذا التفنن فهناك فائدة لطيفة وهي : " أنه في الآية الأولى نفى قبول الشفاعة ، وفي الآية الثانية نفى قبول الفداء حتى يتم نفي القبول في كل منهما ، ثم لما كان نفي قبول الشفعة لا يقتضي نفي أخذ الفداء ذكره في الآية الأولى بعد الشفاعة حتى لا يتوهم متوهم أنه إذا لم تقبل الشفاعة فقد يؤخذ الفداء ، ولما نفى في الآية الثانية قبول الفداء ، وكان هذا النفي لا يتضمن نفي انتفاع الكافرين بالشفاعة أعقبه بنفي نفع الشفاعة حتى لا يتوهم متوهم أنه إذا لم يقبل الفداء قد تنفع الشفاعة ، فتحصَّل من الآيتين نفي القبول عن الشفاعة وعن الفداء لأن أحوال الناس في طلب الفكاك والنجاة مما يخافونه تختلف ، فمرة يقدمون الفداء فإذا لم يقبل قدموا الشفاعة ، ومرة يبدؤون بالشفاعة فإذا لم تقبل عرضوا الفداء ." أ.هـ . [/size][/size] بتصرف يسير من " التحرير والتنوير " لابن عاشور ( 1 / 698 ) . وبعد : فهذه اللطائف التي ذكرت هي مجرد استنتاج واستنباط ناتج عن اجتهاد بعض العلماء في هذه الآيات فقد يكون ما ذكروه من الحِكم ، وقد لا يكون ، وما جاء في السياق القرآني فهو الأفصح والأليق ، سواءً صحَّ هذا الاستنباط أو لم يصح ، والمقصود الأعظم هو أخذ العبرة والعظة من هذه الآية : وهي أن الإنسان في يوم القيامة لن ينفعه أحدٌ قريباً كان أو بعيداً ، وسينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قّدَّم ، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قّدَّم ، وينظر تلقاء وجهه فلا يرى إلا النار ، فعليه أن يتقي النار بالعمل الصالح ولو كان ذلك العمل صدقة بشقِّ تمرة ؛ كما ورد معنى هذا في الصحيحين من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه كما رواه البخاري برقم ( 6058 ) ومسلم ( 1688 ) . وأن الشفاعة لا تنفع أحداً من الخلق إلا بإذن الله ، ولن يأذن الله لأحد من الكافرين أن يَشفع أو يُشفع له في الخروج من النار . فليتعلق العبد بربه دون سواه وليطلب منه أن يرزقه شفاعة نبيه صلى الله عليه وسلم . والله أعلم[/size] . | |
|
| |
| من بلاغة القرآن الكريم (( موضوع متجدد وأرجو من الجميع المشاركة)) | |
|