عضو تشكره عضو ماسى
عدد الرسائل : 573 Personalized field : تاريخ التسجيل : 26/02/2008
| موضوع: منهج الإسلام فى تحرير النفس البشرية الجمعة 02 يناير 2009, 01:44 | |
| | |
|
عضو تشكره عضو ماسى
عدد الرسائل : 573 Personalized field : تاريخ التسجيل : 26/02/2008
| موضوع: رد: منهج الإسلام فى تحرير النفس البشرية السبت 03 يناير 2009, 22:58 | |
|
أصلح الله أحوالكم أينما كنتم فلنبدأ بإذن الله مع رحلة الإسلام لتغيير النفس البشرية وتحريرها
أولا ً تحرير النفس من العبودية لغير الله
الإسلام يغرس فى نفس المسلم الإعتقاد الجازم بأنه ليس لأحد سلطان عليه إلا الله فالله وحده هو الذي يُحيه ويُميته ، والله وحده هو الذي يجلب له الخير ويدفع عنه الضر والله ليس بينه وبين عباده وسيط ولاشفيع بغير إذنه وهو القائل سبحانه { مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ } (255) سورة البقرة ويقول الله تعالى عن الملائكة المقربين
{وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ } 26 - 28 سورة الأنبياء وقد كان اعتقاد مؤداه أن الشفاعة عند الله يملكها بعضهم ممن خلق سببا ً فى العبودية لغير الله من أهل الجاهلية الذين قال الله فيهم
{وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (18) سورة يونس ففي الإسلام لاخضوع ولا إذعان ولاعبودية ولاربوبية إلا لله وحده ، والله تعالى قال لرسوله - صلى الله عليه وسلم - {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (64) سورة آل عمران
ويؤكد القرآن الكريم على هذا فينفى نفيا ً قاطعا ً أن يكون لأحد شىء من ذلك حتى ولو كان نبيا ً مرسلا ، أو ملكا ً مقربا ، أو وليا ً صالحا قالله تعالى يقول : {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (110) سورة الكهف وقال له :
{قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (188) سورة الأعراف وقال له : {قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ} (50) سورة الأنعام وقال له : {قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا} (22) سورة الجن وقال له حين دعا على قوم غدروا بأصحابه : {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ } (128) سورة آل عمران
وقال له حين ألح على عمه أبي طالب .. لما حضرته الوفاة أن يقول لا إله إلا الله ليشهد له بها يوم القيامة فلم يقلها : {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (56) سورة القصص فهذه الايات وأمثالها كثير تؤكد أن محمدا ً صلى الله عليه وسلم - بشرا ً اختصه الله بالوحي واصطفاه لرسالته ليكون للناس بشيرا ً ونذيرا ً وأنه لايملك لنفسه نفعا
ً ولا ضرا ً فضلا ً على أن يملك ذلك لغيره ، وأنه لايعلم الغيب إلا أن يكون الله هو الذي يُعلمه به {
عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ } 26 - 27 سورة الجن وأنه ليس عنده خزائن الله وليس ملكا ً من الملائكة وإن كان هو أعظم قدرا ً وفضبلا ً وأنه يدعو ربه ويسأله من فضله
وأنه لاملجأ له ولامنجى من دون الله
وأنه ليس له من الأمر شىء إنما الأمر كله لله
وأنه لايملك أن يهدى أحدا ً ولو كان أحب الناس إليه ، ولكن الله هو الذي يهدي من يشاء
ومن كان هذا شأنه فلايكون إلا عبدا ً لله ولاينبغي أن يتخذ إلها ً من دون الله { إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} (40) سورة يوسف
* وقد قال الله تعالى عن عيسى بن مريم - عليهما السلام - الذي ألهته النصارى وعبدوه من دون الله
[/size] {مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ نَفْعًا وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} 75- 76 سورة المائدة وقال الله عنه : {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} (72) سورة المائدة وقال الله عنه : {إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ } (59) سورة الزخرف ويدفع الله الشبهة التى ادّعاها من ألهوه بسبب خلقه من أم دون أب فيقول سبحانه : {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} (59) سورة آل عمران فما وجه العجب إذا فى خلق الله له على هذه الحالة وهو سبحانه : {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (82) سورة يــس ويذكر القرآن الكريم مشهدا ً من مشاهد يوم القيامة حين يسأل الله تبارك وتعالى عيسى - عليه السلام - ليُقيم الحجة على من ألهوه وعبدوه من دون الله
{وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ} (116) سورة المائدة فالقرآن الكريم يقرر أن عيسى ابن مريم - عليهما السلام - عبد الله ورسوله وقد كان هو وأمه يأكلان الطعام كسائر عباد الله وتخرج منهما فضلاته كما تخرج من
سائر الناسوأنه - عليه السلام - كان يأمر بني اسرائيل بعبادة الله وحده ويُحذرهم من عبادة غير الله فإنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وأن الله خلقه على الصورة التى خلقه عليها من أم دون أب ليكون مثلا ً لبني اسرائيل وحجة عليهم فى أن الله قادر على كل شىء وأنه يفعل مايشاء وليس فى خلقه كذلك مايدعو إلى العجب فإن الله خلق آدم من تراب وخلق منه زوجه وخلق منهما ذريتهما قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (1) سورة النساء
فليس خلق عيسى من أم دون أب بأعجب من خلق آدم من تراب ثم خلق زوجه منه - عليهما السلام - حتى يتخذه النصارى وأمه إلهين من دون الله ، إن يقولون إلا كذبا
انتظرونا بإذن الله مع تتمة تحرير الإسلام الإنسان من العبودية لغير الله
| |
|