معا الي الجنة للتمسك بالكتاب والسنة ونهج السلف الصالح |
|
| هاااام! ادخل و سترى وتسمع صراخ و صياح اهل النار وهم يتعذبون | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
اروة الحرة عضو نشيط
عدد الرسائل : 67 Personalized field : تاريخ التسجيل : 27/09/2008
| موضوع: هاااام! ادخل و سترى وتسمع صراخ و صياح اهل النار وهم يتعذبون الأربعاء 10 ديسمبر 2008, 03:48 | |
| [size=24] ادخل لترى ما سيجعل الدم يجف فى عروقك وما سيجعل الابتسامة تموت على شفتيك وما سيجعلك تنسى الفرح لعقود طويلة وما سيجعل النوم يجافيك ليال عديدة وما سيجعل قلبك يرتعش لاوقات طويلة | |
| | | اروة الحرة عضو نشيط
عدد الرسائل : 67 Personalized field : تاريخ التسجيل : 27/09/2008
| موضوع: رد: هاااام! ادخل و سترى وتسمع صراخ و صياح اهل النار وهم يتعذبون الأربعاء 10 ديسمبر 2008, 09:55 | |
| هذا يا اخوتى رد الدكتور محمد حسين يعقوب على هذا الشريط ولكم وحدكم تقرير مدى صلاحية هذا الشريط وان كنت اعتقد ان مهما كانت صحة هذا الشريط فإن عذاب القبر و الاخرة اشد بكثير و اقسى بكثير مما سمعتم عافانا الله من عذاب القبر و عذاب جهنم | |
| | | سفرى بعيد وزادى قليل مشرفة دورة الفوتوشوب
عدد الرسائل : 456 Personalized field : تاريخ التسجيل : 27/08/2008
| موضوع: رد: هاااام! ادخل و سترى وتسمع صراخ و صياح اهل النار وهم يتعذبون الخميس 11 ديسمبر 2008, 07:36 | |
| سوف ينقل أختى هذا الموضوع لعدم صحته تقبلى مرورى | |
| | | نور الايمان مشرفة عام
عدد الرسائل : 917 Personalized field : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| | | | نور الايمان مشرفة عام
عدد الرسائل : 917 Personalized field : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: هاااام! ادخل و سترى وتسمع صراخ و صياح اهل النار وهم يتعذبون الأربعاء 17 ديسمبر 2008, 05:15 | |
| وهذه اللفظة الأخيرة جاءت في الصحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا وُضِعَت الجنازة واحتَمَلها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحةً قالت: قَدِّموني. وإن كانت غيرَ صالحةٍ قالت: يا وَيلَها، أين يذهبون بها؟ يسمعُ صوتَها كلُّ شيءٍ إلا الإنسان، ولو سَمِعَهُ صَعِقَ"(19).
ففي قوله: " يسمعُ صوتَها كلُّ شيءٍ إلا الإنسان، ولو سَمِعَهُ صَعِقَ"، دليل على أنه لا طاقة للإنسان على تحمل مثل هذا السماع.
هذا مع العلم بأن الجنازة لم توضع في القبر بعد، كما هو لفظ الحديث: "إذا وُضِعَت الجنازة واحتَمَلها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحةً قالت: قَدِّموني. وإن كانت غيرَ صالحةٍ قالت: يا وَيلَها، أين يذهبون بها؟...".
فكيف بالإنسان لو سمع أصوات المعذبين في قبورهم، وقد دل الدليل على أنه لو سمعها قبل دفنها وتعرضها للعذاب لَصَعِق.
فمن حكمة الله –عز وجل- أن حجب سماع أصوات المعذبين في قبورهم عن الثقلين .. قال العلامة عبدالرحمن السعدي –رحمه الله-: "ومن حكمة الله أن نعيم البرزخ وعذابه لا يحس به الإنس والجن بمشاعرهم، لأن الله تعالى جعله من الغيب، ولو أظهره لفاتت الحكمة المطلوبة"(20).
وقال العلامة ابن عثيمين –رحمه الله-: " قوله: (إلا الإنسان)؛ يعني: أنه لا يسمع هذا الصياح، وذلك لحكم عظيمة؛ منها:
أولا: ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:(لولا أن لا تدافنوا؛ لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر).
ثانيا: أن في إخفاء ذلك سترا للميت.
ثالثا: أن فيه عدم إزعاج لأهله، لأن أهله إذا سمعوا ميتهم يعذب ويصيح؛ لم يستقر لهم قرار.
رابعا: عدم تخجيل أهله؛ لأن الناس يقولون: هذا ولدكم! هذا أبوكم! هذا أخوكم! وما أشبه ذلك.
خامسا: أننا قد نهلك؛ لأنها صيحة ليست هينة، بل صيحة قد توجب أن تسقط القلوب من معاليقها، فيموت الإنسان أو يغشى عليه.
سادسا: لو سمع الناس صراخ هؤلاء المعذبين؛ لكان الإيمان بعذاب القبر من باب الإيمان بالشهادة، لا من باب الإيمان بالغيب ، وحينئذ تفوت مصلحة الامتحان؛ لأن الناس سوف يؤمنون بما شاهدوه قطعا؛ لكن إذا كان غائبا عنهم، ولم يعلموا به إلا عن طريق الخبر؛ صار من باب الإيمان بالغيب"(21).
وقال العلامة صالح الفوزان –حفظه الله-: "(ولو سمعها الإنسان لصعق)؛ أي: خرَّ ميتا أو غُشيَ عليه، ومن حكمة الله أيضا أن ما يجري على الميت في قبره لا يحسُّ به الأحياء؛ لأن الله تعالى جعله من الغيب، ولو أظهره لفاتت الحكمة المطلوبة؛ وهي الإيمان بالغيب"(22).
وسئل العلامة ابن عثيمين –رحمه الله-: هل عذاب القبر من أمور الغيب أو من أمور الشهادة؟ فأجاب قائلا: عذاب القبر من أمور الغيب، وكم من إنسان في هذه المقابر يعذب ونحن لا نشعر به، وكم جار له منعم مفتوح له باب إلى الجنة ونحن لا نشعر به، فما تحت القبور لا يعلمه إلا علاّم الغيوب، فشأن عذاب القبر من أمور الغيب، ولولا الوحي الذي جاء به النبي -عليه الصلاة والسلام- ما علمنا عنه شيئا، ولهذا لما دخلت امرأة يهودية إلى عائشة وأخبرتها أن الميت يعذب في قبره فزعت حتى جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وأخبرته وأقر ذلك عليه الصلاة والسلام، ولكن قد يطلع الله تعالى عليه من شاء من عباده، مثل ما أطلع نبيه -صلى الله عليه وسلم- على الرجلين اللذين يعذبان، أحدهما يمشي بالنميمة، والآخر لا يستنزه من البول.
والحكمة من جعله من أمور الغيب هي: أولا: أن الله -سبحانه وتعالى- أرحم الراحمين، فلو كنا نطلع على عذاب القبور لتنكد عيشنا، لأن الإنسان إذا أطلع على أن أباه، أو أخاه، أو ابنه، أو زوجه، أو قريبه يعذب في القبر ولا يستطيع فكاكه، فإنه يقلق ولا يستريح، وهذه من نعمة الله –سبحانه-.
ثانيا: أنه فضيحة للميت، فلو كان هذا الميت قد ستر الله عليه، ولم نعلم عن ذنوبه بينه وبين ربه -عز وجل- ثم مات وأطلعنا الله على عذابه، صار في ذلك فضيحة عظيمة له، ففي ستره رحمة من الله بالميت.
ثالثا: أنه قد يصعب على الإنسان دفن الميت كما جاء عن النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لولا ألا تدافنوا لسألت الله أن يسمعكم من عذاب القبر). ففيه أن الدفن ربما يصعب ويشق ولا ينقاد الناس لذلك، وإن كان من يستحق عذاب القبر عذب ولو على سطح الأرض، لكن قد يتوهم الناس أن العذاب لا يكون إلا في حال الدفن فلا يدفن بعضهم بعضا.
رابعا: أنه لو كان ظاهرا لم يكن للإيمان به مزية؛ لأنه يكون مشاهدا لا يمكن إنكاره، ثم إنه قد يحمل الناس على أن يؤمنوا كلهم لقوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}(23) ، فإذا رأى الناس هؤلاء المدفونين وسمعوهم يتصارخون لآمنوا وما كفر أحد لأنه أيقن بالعذاب، ورآه رأي العين فكأنه نزل به، وحِكَم الله -سبحانه وتعالى- عظيمة، والإنسان المؤمن حقيقة هو الذي يجزم بخبر الله أكثر مما يجزم بما شاهده بعينه؛ لأن خبر الله -عز وجل- لا يتطرق إليه احتمال الوهم ولا الكذب، وما تراه بعينيك يمكن أن تتوهم فيه، فكم من إنسان شهد أنه رأى الهلال، وإذا هي نجمة، وكم من إنسان شهد أنه رأى الهلال وإذا هي شعرة بيضاء على حاجبه وهذا وهم، وكم من إنسان يرى شبحا ويقول:هذا إنسان مقبل، وإذا هو جذع نخلة، وكم من إنسان يرى الساكن متحركا والمتحرك ساكنا، لكن خبر الله لا يتطرق إليه الاحتمال أبدا.
نسأل الله لنا ولكم الثبات، فخبر الله بهذه الأمور أقوى من المشاهدة، مع ما في الستر من المصالح العظيمة للخلق"(24).
وخلاصة القول: أن سماع أصوات المعذبين في قبورهم إنما هو خاص بالنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وثابت له وحده دون سائر أمته.
وأن القول بثبوته لغيره –عليه الصلاة والسلام- مما لا دليل عليه؛ لا من كتاب، ولا من سنة، ولا من قول أحدٍ من الصحابة –رضي الله تعالى عنهم أجمعين-.
وأن مما لا شك فيه ولا ريب أن الله –جل وعز- قد يطلع على غيبه من يشاء من عباده؛ إلا أننا لا نثبت شيئا من ذلك إلا بدليل صحيح تقوم به الحجة، كما أثبتنا ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- وقد أطلعه الله –جل وعز- على أحوال بعض المعذبين في قبورهم، وأسمعه من أصواتهم ما لا يسمع غيره –صلوات ربي وسلامه عليه-.
ورحم الله العلامة الألباني؛ إذ يقول: " فدل ما تقدم على أن وضع الجريد على القبر خاصٌّ به صلى الله عليه وسلم، وأن السر في تخفيف العذاب عن القبرين لم يكن في نداوة العسيب بل في شفاعته صلى الله عليه وسلم ودعائه لهما، وهذا مما لا يمكن وقوعه مرة أخرى بعد انتقاله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى ولا لغيره من بعده صلى الله عليه وسلم، لأن الاطلاع على عذاب القبر من خصوصياته عليه الصلاة والسلام، وهو من الغيب الذي لا يطلع عليه إلا الرسول كما جاء في نص القرآن: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ}"(25).
فلسعة علمه وفقهه –رحمه الله- استدل بقول الله –تبارك وتعالى-: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ}(26).
قال الإمام الطبري –رحمه الله-: "{فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا}، فيعلمه أو يريه إياه، { إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ}، فإنه يظهره على ما شاء من ذلك"(27).
وقال الإمام البغوي –رحمه الله-: "{فَلَا يُظْهِرُ} لا يطلع {عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} إلا من يصطفيه لرسالته فيظهره على ما يشاء من الغيب لأنه يستدل على نبوته بالآية المعجزة التي تخبر عن الغيب"(28).
وقال العلامة الآلوسي –رحمه الله-: "{إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا} أي لكن الرسول المرتضى يظهره جل وعلا على بعض الغيوب المتعلقة برسالته، كما يعرب عنه بيان من ارتضى بالرسول تعلقا ما؛ إما لكونه من مباديها بأن يكون معجزة، وإما لكونه من أركانها وأحكامها كعامة التكاليف الشرعية، وكيفيات الأعمال، وأجزيتها، ونحو ذلك من الأمور الغيبية التي بيانها من وظائف الرسالة بأن يسلك من جميع جوانبه عند اطلاعه على ذلك حرسا من الملائكة عليهم السلام يحرسونه من تعرض الشياطين لما أريد اطلاعه عليه اختطافا أو تخليطا"(29).
وقال العلامة عبدالرحمن السعدي –رحمه الله-: "{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} من الخلق، بل انفرد بعلم الضمائر والأسرار والغيوب. {إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ}؛ أي: فإنه يخبره بما اقتضت حكمته أن يخبره به، وذلك لأن الرسل ليسوا كغيرهم، فإن الله أيدهم بتأييد، ما أيده أحدا من الخلق، وحفظ ما أوحاه إليهم حتى يبلغوه على حقيقته، من غير أن تقربه الشياطين، فيزيدوا فيه أو ينقصوا"(30).
بل وزاد العلامة الألباني –رحمه الله- على ذلك أن قال: "أن النبي صلى الله عليه وسلم يسمع ما لا يسمع الناس، وهذا من خصوصياته عليه الصلاة والسلام، كما أنه كان يرى جبريل ويكلمه والناس لا يرونه ولا يسمعون كلامه، فقد ثبت في البخاري وغيره أنه صلى الله عليه وسلم قال يوما لعائشة رضي الله عنها: (هذا جبريل يقرئك السلام)، فقالت: وعليه السلام يا رسول الله، ترى ما لا نرى.
ولكن خصوصياته عليه السلام إنما تثبت بالنص الصحيح، فلا تثبت بالنص الضعيف ولا بالقياس والأهواء، والناس في هذه المسألة على طرفي نقيض، فمنهم من ينكر كثيرا من خصوصياته الثابتة بالأسانيد الصحيحة، إما لأنها غير متواترة بزعمه، وإما لأنها غير معقولة لديه! ومنهم من يثبت له عليه السلام ما لم يثبت؛ مثل قولهم : إنه أول المخلوقات، وإنه كان لا ظل له في الأرض، وإنه إذا سار في الرمل؛ لا تؤثر قدمه فيه، بينما إذا داس على الصخر؛ علم عليه، وغير ذلك من الأباطيل.
والقول الوسط في ذلك أن يقال: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشر بنصِّ القرآن والسنة وإجماع الأمة، فلا يجوز أن يعطى له من الصفات والخصوصيات إلا ما صح به النص في الكتاب والسنة، فإذا ثبت ذلك؛ وجب التسليم له، ولم يجز رده بفلسفة خاصة علمية أو عقلية –زعموا-.
ومن المؤسف، أنه قد انتشر في العصر الحاضر انتشارا مخيفا رد الأحاديث الصحيحة لأدنى شبهة ترد من بعض الناس؛ حتى ليكاد يقوم في النفس أنهم يعاملون أحاديثه عليه السلام معاملة أحاديث غيره من البشر الذين ليسوا معصومين، فهم يأخذون منها ما شاؤوا، ويدعون ما شاؤوا، ومن أولئك طائفة ينتمون إلى العلم، وبعضهم يتولى مناصب شرعية كبيرة! فإنا لله وإنا إليه راجعون، ونسأله تعالى أن يحفظنا من شر الفريقين المبطلين والغالين"(31).
ثم بعد هذا البيان أقول: قد يطرأ على أذهان البعض سؤالا؛ وهو: كيف نُسلِّم بهذا! وقد قال بخلافه أئمة أعلام كشيخ الإسلام ابن تيمية، وكالحافِظَينِ ابن قيم الجوزية، وابن رجب الحنبلي –رحم الله تعالى الجميع-، وغيرهم؟
فأقول مستعينا بالله -جل وعلا- ومتوكلا عليه: إن المتأمل فيما استدل به هؤلاء الأئمة الأعلام –رحمهم الله- لإثبات إمكانية سماع الإنس لأصوات المعذبين في قبورهم، يجد أنهم لم يأتوا ولو بدليل واحد تقوم به الحجة، وإنما هي أخبار وروايات تلقوها عمن سوى المعصوم –عليه الصلاة والسلام-، مع مخالفتهم لما نطق به ونص عليه -صلوات ربي وسلامه عليه-، مِن مثل قوله:
"لا يسمعه الجن أو الإنس، ويسمعه غيرهم، أو قال: يسمعه الهوام".
وقوله: "فلولا أن لا تَدَافنوا، لَدَعَوْتُ الله أن يُسمِعَكم من عذاب القبر الذي أسمع منه".
وقوله: "فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين".
وقوله: "ثم يقمعهُ قَمْعة بالمطراقِ، يسمعُها خَلْقُ اللهِ كلّهم غيرَ الثّقلينِ".
وقد سبق تخريج هذه الألفاظ، وأنها صحيحة ثابتة، فكيف يُعارض كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- بكلام غيره مع ما فيه من مخالفة لكلامه -صلى الله عليه وسلم- ومناقضة له.
قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: "فالأدلة الدالة على العلم لا يجوز أن تكون متناقضة متعارضة، وهذا مما لا ينازع فيه أحد من العقلاء"(32).
كما أن من المعلوم أن هؤلاء الأئمة مع جلالة قدرهم وعلو مكانتهم في نفوسنا، إلا أننا لا نعتقد فيهم العصمة، وإنما هم بشر –رحمهم الله- يخطئون ويصيبون كما هو حال البشر وطبيعتهم، وكل يؤخذ من قوله ويُرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم، فما وافق الحق من أقوالهم قبلناه، وما خالفه رددناه، ولا يضرهم ذلك –رحمهم الله-، فهم المُعلِّمون والمربُّون والدَّاعُون لمثل هذا المنهج، ولمثل هذا الطريق، يفرحون باتباع الحق لمن ظهر له؛ وإن خالف أقوالهم واجتهاداتهم.
ومما لا شك فيه ولا ريب؛ أن سماع أصوات المعذبين في قبورهم من الأمور الغيبية التي لا تثبت بالقصص، والرؤى، والحكايات، ولا تثبت بما لا يصلح الاعتماد عليه من الروايات، وإنما تثبت بالأدلة الصحيحة الثابتة التي تقوم بها الحجة، كما سبق ذكر ذلك.
ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية؛ إذ يقول: "والقرآن مملوء من إخباره عن الغيب الماضي، الذي لا يعلمه أحد من البشر، إلا من جهة الأنبياء، الذين أخبرهم الله بذلك، ليس هو الشيء الذي تزعمه ملاحدة المتفلسفة، فإن هذه الأمور الغيبية المعينة المفصلة، لا يؤخذ خبرها قط إلا عن نبي كموسى ومحمد، وليس أحد ممن يدعي المكاشفات، لا من أولياء الله، ولا من غير أولياء الله يخبر بشيء من ذلك، ولهذا كان هذا من أعلام الأنبياء وخصائصهم التي لا يشركهم فيها غيرهم"(33).
ومن فقهه -رحمه الله- وسعة علمه واطلاعه أنْ قال بعد أن ذكر إمكانية السماع: "لكن الجواب في المسائل العلمية يعتمد فيه على ما جاء به الكتاب والسنة، فإنه يجب على الخلق التصديق به، وما كشف للإنسان من ذلك، أو أخبره به من هو صادق عنده، فهذا ينتفع به من علمه، ويكون ذلك مما يزيده إيمانا وتصديقا بما جاءت به النصوص، ولكن لا يجب على جميع الخلق الإيمان بغير ما جاءت به الأنبياء، فإن الله عز وجل أوجب التصديق بما جاءت به الأنبياء، كما في قوله تعالى: {قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ}(34) الآية. وقال تعالى: { وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ}(35) الآية. وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (قد كان في الأمم قبلكم محدثون، فإن يكن في أمتي أحد فَعُمَر).
فالمحدث الملهم المكاشف من هذه الأمة يجب عليه أن يزن ذلك بالكتاب والسنة، فإن وافق ذلك صدَّق ما ورد عليه، وإن خالف لم يلتفت إليه، كما كان يجب على عمر رضي الله عنه وهو سيد المحدثين إذا ألقي في قلبه شيء، وكان مخالفا للسنة لم يقبل منه، فإنه ليس معصوما، وإنما العصمة للنبوة.
ولهذا كان الصديق أفضل من عمر، فإن الصديق لا يتلقى من قلبه، بل من مشكاة النبوة، وهي معصومة، والمحدث يتلقى تارة عن قلبه، وتارة عن النبوة، فما تلقاه عن النبوة فهو معصوم يجب اتباعه، وما ألهم في قلبه: فإن وافق ما جاءت به النبوة فهو حق، وإن خالف ذلك فهو باطل.
فلهذا لا يعتمد أهل العلم والإيمان في مثل مسائل العلم والدين إلا على نصوص الكتاب والسنة، وإجماع الأمة، وإن كان عندهم في بعض ذلك شواهد وبينات مما شاهدوه ووجدوه، ومما عقلوه وعملوه، وذلك ينتفعون به هم في أنفسهم، وأما حجة الله تعالى على عباده فهم رسله، وإلا فهذه المسائل فيها من الدلائل والاعتبارات العقلية والشواهد الحسية الكشفية ما ينتفع به من وجد ذلك، وقياس بني آدم وكشفهم تابع لما جاءت به الرسل عن الله تعالى، فالحق في ذلك موافق لما جاءت به الرسل عن الله تعالى لا مخالف له، ومع كونه حقا فلا يفصل الخلاف بين الناس، ولا يجب على من لم يحصل له ذلك التصديق به، كما يجب التصديق بما عرف أنه معصوم، وهو كلام الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم"(36).
وقال –رحمه الله- في معرض رده على المتكلمين: "وأما أهل العلم والإيمان: فهم على نقيض هذه الحال يجعلون كلام الله وكلام رسوله هو الأصل الذي يعتمد عليه، وإليه يردُّ ما تنازع الناس فيه، فما وافقه كان حقا، وما خالفه كان باطلا، ومن كان قصده متابعته من المؤمنين، وأخطأ بعد اجتهاده الذي استفرغ به وُسْعه، غفر الله له خطأه، سواء كان خطؤه في المسائل العلمية الخبرية، أو المسائل العملية، فإنه ليس كل ما كان معلوما متيقنا لبعض الناس يجب أن يكون معلوما متيقنا لغيره.
وليس كل ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمه كل الناس ويفهمونه، بل كثير منهم لم يسمع كثيرا منه، وكثير منهم قد يشتبه عليه ما أراده، وإن كان كلامه في نفسه محكما مقرونا بما يبين مراده، لكن أهل العلم يعلمون ما قاله، ويميِّزون بين النقل الذي يصدق به والنقل الذي يكذب به، ويعرفون ما يُعلم به معاني كلامه صلى الله عليه وسلم، فإن الله تعالى أمر الرسول بالبلاغ المبين، وهو أطوع الناس لربه، فلا بد أن يكون قد بلغ البلاغ المبين، ومع البلاغ المبين لا يكون بيانه ملتبسا مدلسا"(37).
وأختم بما قاله العلامة الآلوسي -رحمه الله-، وإن كان قد قاله في إثباته لمسألة عدم سماع الموتى للأحياء، إلا أنه مفيد ونافع لمسألتنا:
قال –رحمه الله-: "واعلم أن من الفقه الدقيق الاعتناء بتتبع ما أقره النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور، والاحتجاج به، لأن إقراره صلى الله عليه وسلم حق كما هو معلوم، وإلا فبدون ذلك قد يضل الفهم عن الصواب في كثير من النصوص. ولا نذهب بك بعيدا، فهذا هو الشاهد بين يديك، فقد اعتاد كثير من المؤلفين وغيرهم أن يستدلوا بهذا الحديث -حديث القليب- على أن الموتى يسمعون؛ متمسكين بظاهر قوله صلى الله عليه وسلم: (ما أنتم بأسمع لما أقول منهم) غير منتبهين لإقراره صلى الله عليه وسلم الصحابة على اعتقادهم بأن الموتى لا يسمعون وأنه لم يَردَّه عليهم، إلا باستثناء أهل القليب منه، معجزة له صلى الله عليه وسلم، فعاد الحديث بالتنبه لما ذكرنا حجة على أن الموتى لا يسمعون، وأن هذا هو الأصل، فلا يجوز الخروج عنه إلا بنص، كما هو الشأن في كل نص عام. والله تعالى الموفق"(38).
هذا والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين
| |
| | | نور الايمان مشرفة عام
عدد الرسائل : 917 Personalized field : تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: هاااام! ادخل و سترى وتسمع صراخ و صياح اهل النار وهم يتعذبون الأربعاء 17 ديسمبر 2008, 05:23 | |
| الحواشي (1) متفق عليه، صحيح البخاري- كتاب الوضوء- باب: من الكبائر أن لا يستتر من بوله- حديث رقم: 216، صحيح مسلم- كتاب الطهارة- باب الدليل على نجاسة البول ووجوب الاستبراء منه- حديث رقم: 292 . (2) صحيح مسلم- كتاب الزهد والرقائق- باب حديث جابر الطويل وقصة أبي اليسر- حديث رقم: 3012 . (3) في الأصل: شفاعة، والصحيح ما أثبت. (4) إرواء الغليل 1/313 . (5) الإسراء: 44 . (6) الجن: 26-27 . (7) أحكام الجنائز وبدعها- ص: 254 . (8) مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين 2/32 . (9) متفق عليه- صحيح البخاري- كتاب الجنائز- باب: التعوذ من عذاب القبر- حديث رقم: 1375، صحيح مسلم- كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها- باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر، والتعوذ منه - حديث رقم: 2869 . (10) صحيح مسلم- كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها- باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر، والتعوذ منه - حديث رقم: 2867 . (11) متفق عليه- صحيح البخاري- كتاب الدعوات- باب: التعوذ من عذاب القبر- حديث رقم: 6366، صحيح مسلم- كتاب المساجد ومواضع الصلاة- باب استحباب التعوذ من عذاب القبر- حديث رقم: 586 . (12) حسنه الألباني- السلسلة الصحيحة 3/365 . (13) صححه الألباني- السلسلة الصحيحة- حديث رقم: 1444 . (14) صحيح البخاري- كتاب الجنائز- باب: الميت يسمع خفق النعال- حديث رقم: 1338 . (15) صححه الألباني- السلسلة الصحيحة- حديث رقم: 3394 . (16) التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة- ص: 78 . (17) في الأصل: أو أين، والصواب ما أثبت. (18) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم 7/146 . (19) صحيح البخاري- كتاب الجنائز- باب: حمل الرجال الجنازة دون النساء- حديث رقم: 1314 . (20) التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة- ص: 79 . (21) شرح العقيدة الواسطية 2/118 . (22) شرح العقيدة الواسطية- ص: 182 . (23) غافر: 84 . (24) مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين 2/32 . (25) أحكام الجنائز وبدعها- ص: 256 . (26) الجن: 26-27 . (27) تفسير الطبري 12/275 . (28) تفسير البغوي 5/163 . (29) روح المعاني 29/96 . (30) تيسير الكريم الرحمن 5/315 . (31) السلسلة الصحيحة 1/296 . (32) درء تعارض العقل والنقل 1/274 . (33) الجواب الصحيح 5/386 . (34) البقرة: 136 . (35) البقرة: 177 . (36) مجموع الفتاوى 24/376 . (37) درء تعارض العقل والنقل 1/277 . (38) الآيات البينات في عدم سماع الأموات- ص: 32 دمتم بخير .. | |
| | | | هاااام! ادخل و سترى وتسمع صراخ و صياح اهل النار وهم يتعذبون | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
مواضيع مماثلة | |
| |
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|