روي أنه لما كان يوم اليمامة استشهد الصحابي الجليل الطفيل بن عمرو الدوسي وقطعت يد ابنه عمرو بن الطفيل وبينما هو عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذ أتي بطعام فتنحى عمرو عنه فقال عمر لعلك تنحيت من أجل يدك ؟
قال عمرو أجل
قال عمر رضي الله عنه والله لا أذوقه حتى تخلطه بيدك ففعل .
ثم قال عمر رضي الله عنه فوالله ما في القوم أحد بعضه في الجنة غيرك .
ثم خرج عمرو بن الطفيل رضي الله عنه عام اليرموك فاستشهد
ومن ذلك أنه كانت بالمدينة عجوز عمياء ليس لها من حطام الدنيا إلا شاة ودلو وحصير من الخوص أكل الزمان أطرافها
وكان عمر رضي الله عنه يتعاهد تلك العجوز فيستسقي لها ويصلح حالها من الليل
وذات مرة جاء عمر إلى البيت فوجد كل شيء مرتبا ومعدا فعلم أن غيره سبقه إليها وأصلح من حالها وتكرر معه الأمر فصار كل مرة يجد غيره سبقه ونظف البيت وأصلح حاله .
فاختبأ عمر رضي الله عنه في ناحية من البيت ليعرف من هذا الذي يعمل هذا العمل قبله فظل هناك قابعا ينتظر مدة وفجأة رأى رجلا يقترب من البيت فطرق الباب ثم دخل
إنه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وهو يومئذ خليفة المسلمين
فخرج عمر من مخبئه وهو يقول معجبا بالصديق رضي الله عنهما : أنت لعمري أنت لعمري .