بعض ما قيل في الحلم

قال الفرزدق يمدح زين العابدين بن الحسين :
يغضي حياء ويغضى من مهابته **** فما يكلم إلا حين يبتسم
وقال حاتم الطائي :
وأغفر عوراء الكريم ادخـاره **** وأعرض عن شتم اللئيم تكرما
وقال ابن عنقاء في رجل يقال له عميلة :
غلام رمــــاه الله بالخير مقبلا **** له سيمياء لا تشق على البصر
إذا قيلت العوراء أغضى كأنه **** ذليل بلا ذل ولو شاء لانتصر
والعوراء في البيتين : الكلمة القبيحة
وقال آخر :
يصم عن الفحشاء حتى كأنه **** إذا ذكرت في مجلس القوم غائب
وقال النابغة الجعدي وهو صحابي رضي الله عنه :
ولا خير في حلم إذا لم يكن له **** بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له****حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
وقال عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر :
وعين الرضا عن كل عيب كليلة****كما أن عين السخط تبدي المساويا
ولست بهياب لمن لا يهــــــابني **** ولست أرى للمرء ما لا يرى ليا
فإن تدن مني تدن منك مودتـــي **** وإن تنأ عني تلقني عنك نائيـا
كلانا غني عن أخيه حيـــــــاته **** ونحن إذا متنا أشد تغانيــــــا
وقال آخر :
إذا كنت محتــــــاجا إلــــى الحلم إنني **** إلى الجهل في بعض الأحايين أحوج
ولــــــــي فرس للحـــلم بالحـــلم ملجم **** ولـــــي فرس للجهل بالجهل مسرج
فمن شــــــــاء تقويمــــي فإنــــي مقوم **** ومن شـــــــاء تعويجي فإني معوج
وما كنت أرضى الجهل خدنا وصاحبا **** ولكننــــي أرضى به حـــين أحرج

جزاك الله خيرا

انظر معى ما قيل فى الحلم

(1)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

الا انبئكم بما يشرف به الله النيات ويرفع الدرجات ؟ قالوا : نعم يا رسول الله

قال : تحلم عمن جهل عليك وتعفو عمن ظلمك وتعطى من حرمك وتصل من قطعك

(2)

قال عبد الله بن طاهر كنت عندى المؤمون ثانى اثنين

فنادى يا غلام .. يا غلام باعلى صوته

فدخل غلام تركى فقال الا ينبغى للغلام ان ياكل او يشرب او يتوضا او يصلى

كلما خرجنا من عندك تصيح يا غلام يا غلام الى كم يا غلام يا غلام

فنكس المؤمون راسه طويلاً

فما شككت ان يامرنى بضرب عنقه

فرفع راسه وقال يا عبد الله

الرجل اذا حسنت اخلاقه ساءت اخلاق خدمه ، واذا ساءت اخلاقه حسنت اخلاق خدمه فلا نستطيع ان نسيىء اخلاقنا لتحسن اخلاق خدمنا

(3)

معن بن زائدة

ذكر جماعة اخبار معن فى الحلم وغالو فى ذلك فقام اعرابى من بينهم واخذا على نفسه ان يغضبه فا نكروا عليه ووعدوه مائة بعير ان هو فعل ذلك .

فعمد الاعرابى الى بعير فسلخه وارتدى جلده جاعلا باطنه ظهره وظهره باطنه

ودخل على معن مجلس الاماره ولم يسلم

فلم يعنيه معن انتباه فانشا الرجل يقول

أتذكر اذ لحافك جلد شاتا واذ نعلاك من جلد البعير ؟

فقال اذكره ولا انساه والحمد لله

فقال الاعرابى : فسبحان الذى اعطاك ملكا وعلمك الجلوس على السرير

قال معن :ان الله يعز من يشاء ويذل من يشاء

فقال الاعرابى فلست مسلما ما عشت دهرا على معن بتسليم الاميري

فقال معن السلام خير وليس فى تركه ضير

فقال الاعرابى : سارحل عن بلاد انت فيها ولو جار الزمان على الفقير

فقال معن : ان جاورتنا فمرحبا بالاقامه وان فارقتنا فصاحبتك السلامه

فقال الاعرابى : فجد لى يا ابن ناقصة بمال فإنى قد عزمت على المسيري

فقال معن اعطوه الف دينار تخفف عنه مشاق الاسفار

فاخذها وقال قليل ما أتيت به وإني لاطمع منك بالمال الكثيرى

فقال معن اعطوه الف ثانى حتى يكون عنا رضى

فقال الاعرابى فثنِ فقد اتاك الملك عفوا بلا عقلاً ولا رأي ٍ منيرى

فقال معن اعطوه الفين اخرين

فتقدم اليه الاعرابى وقال سالت الله ان يبقيك دهرا فمالك فى البرية من نظيرى فمنك الجود والافضال حقا وفيض يديك كالبحر الغزيرى

فقال معن اعطيناه اربعة على هجونا اعطوة اربعة على مدحنا

فقال الاعربى بابى ايها الامير ونفسى فانت نسيج وحدك فى الحلم ونادرة دهرك فى الجود ولقد كنت فى صفاتك بين مصدقا ومكذب فلما بلغتك صغر الخبر الخبر فاذهب ضعف الشك قوة اليقين وما بعثنى على ما فعلت الا مائه بعير جعلت لى على اغضابك !

فقال الامير لاتثريب عليك وامر له بمائتى بعير نصفها للرهان ونصفها له فانصرف الاعرابى شاكرا جوده وكرمه معجباً بأناته وحلمه !

لقد غمرت مشاركتي بجمال ردك فلم يبق للمشاركة أثر لأن الرد كان أحسن منها بكثير
جزيت خيرا على حسن المرور وجمال الاختيار
وصلى الله وسلم على أحلم الناس وأكرم الناس وأتقى الناس لله وأنفعهم لخلقه