بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :
فقد كثر في الأزمن المتأخرة لاسيما زماننا هذا الكثير الفتن تشبه النساء بالرجال بمعنى أنك لو رأيت امرأة في الشارع ربما لا تعرف أنها امرأة ! وذلك لأنك تراها قد لبست ملابس لا تحسد عليها وقصت الشعر قصة ترى أنها موضة جديدة وأنها طريقة متطورة ومتقدمة وما هي إلا تلبيس من إبليس على هذه المسكينة ليغري بها عباد الله فيجعلوها لعبة رخيصة يتلهون بها وهي والله أحقر في عيونهم من أي كائن لأنها رخيصة في نفسها ومن كان كذلك فكيف يكون كبير القدر بين الناس وإنما الناس تقدر وتكبر وتحترم من وضع نفسه في موقف عز واحترام لا من رأى طريق العهر والفساد هي أحسن ما يرام .
وقد ورد في الحديث الشريف عن عمار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدا الديوث والرجلة من النساء ومدمن الخمر . قالوا يا رسول الله أما مدمن الخمر فقد عرفناه فما الديوث ؟ قال الذي لا يبالي من دخل على أهله . قلنا فما الرجلة من النساء ؟ قال التي تتشبه بالرجال ) رواه الطبراني وقال الهيثمي أنه ليس في رجاله من قيل إنه ضعيف
وفي الحديث أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال ) رواه البخاري .
وفي رواية أحمد ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل ).
وقال في منظومة الآداب :
وللرجل اكره لبس أنثــــى وعكسه **** ومـــــا حظره للعن فيـــه بمبعد
قال شارح المنظومة : أكره أي كراهة تحريم على الأصح أي أن هذا الفعل حرام يعذب عليه فاعله
وروى ابن رجب الحنبلي في كتابه في سيرة عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز أن امرأته لبست قميصا وإزارا فلما رآها عبد الملك قال : اعتدي اعتدي أي أنت طالق طالق وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد لعن فاعلة ذلك فلم يرد عبد الملك رحمه الله أن تقيم معه ملعونة .
وكما لعن المتشبهات كذلك لعن المتشبهون بالنساء وربما كان هذا الشق أكثر في زماننا نسأل الله السلامة والعافية
فترى أحدهم وقد وضع في رسغه سلسلة وفي رقبته أخرى وفي أذنه حلقة وقد جعل رأسه كرأس امرأة بل ولا هذا وحده بل تراه يمشي ويتكسر في مشيته كالمخنث بل هو المخنث بعينه نسأل الله السلامة وكل أولئك في لعنة الله لا يقيم الله لهم وزنا وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإخراج المخنثين من المدينة المنورة وغربهم عنها لأنه لم يرد أن يخبثوا طيب طيبة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ومن أقبح تشبه الرجال بالنساء حلق اللحى الذي نهى الله تعالى عنه على لسان النبي صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم ( احفوا الشوارب واعفوا اللحى وفي رواية وأطلقوا اللحى ) وتراهم عكسوا الأمر وقلبوه رأسا على عقب فيطلقون الشوارب حتى يعاف سؤرهم كل شارب ويتقنون إزالة اللحى حتى تكون كصفاة الرحى أما تشبه رجال أو مخنثي العصر إن صح التعبير في لبس الثياب فأمر يذهل كل ناظر ويكرهه كل من يغار على الدين وأهله فترى أحدهم قد لبس الملابس المخصصة للنساء لأن نفسه قد صارت في انسفال حتى صارت تقلد ربات الحجال هؤلاء قوم لا يصلحون نساء ولا رجال بل هم همج وأوغاد وأنذال .
والأغرب من ذلك أيها الإخوة والأخوات الكرام هو أن بعض الرجال ولا رجال يستعملون أدوات التجميل وأصباغ النساء وما يقال له( مكياج ) وهو نوع لا ننصح باستخدامه للنساء فكيف يكون من يدعون أنهم رجال يستعملونه شيء لا يصدقه إلا من رآه بأم عينيه نسأل الله تعالى أن يمتعنا بالعقل والدين .
اللهم صل على النبي المصطفى وعلى آله الشرفا وصحبه الحنفا