عن بعض العلماء وأظنه ابن العربي المالكي أنه قال :
وبادرة للشيب لاحت بمفرقي ***** فعاجلتها بالنتف خوفا من الحتف
فقالت لضعفي استطعت وقلتي***** رويدك للجيش الذي جاء من خلفي
ابن الرومي :
تعيرني شيبي ببيضاء نابته ****لها لوعة في مضمر القلب ثابته
ومن عجب أني إذا رمت نتفها ****نتفت سواها وهي تضحك شامته
ابن المعتز :
أفق عنك حانت كبرة ومشيب **** أما للتقى والحق منك نصيب
وما الدهر إلا مثل يوم وليلة **** وما الموت إلا نازل وقريب
أيا من له في باطن الأمر منزل*** أتفرح بالدنيا وأنت غريب
وقال آخر :
أما المشيب فصبح قد بدا **** وأما الشباب فليل قد أفل
فولى الشباب كأن لم يكن **** وحل المشيب كأن لم يزل
وقال أبو حنيفة الإمام :
لما رأيت المشيب قد نزلا *** وبان مني الشباب وارتحلا
أحسست بالموت فانكسرت له *** وكل حي وافق الأجلا
حاتم الطائي :
عريت من الشباب وكنت غضا **** كما يعرى عن الورق القضيب
ونحت على الشباب بدمع عين **** فما نفع البكاء ولا النحيب
ألا ليت الشباب يعود يوما ****فأخبره بما فعل المشيب
وقال آخر :
إذا ما المرء جرب ثم مرت **** عليه الأربعون مع الرجال
فلم يلحق بصالحهم فدعه **** فليس بفلح أخرى الليالي
وقال محمود الوراق :
لما طوتك الأربعـ *** ***ـون وآن للعمر انقراض
جاد السواد بنفسه ******وبدا بعارضك البياض
ومتى أطفت بلذة ****** فلعارض فيها اعتراض
وقال آخر
يا خاضب الشيب بالحنــــــا ليستره***سل الإله له سترا من النار
لن يرحل الشيب عن دار يحل بها***حتى ترحل عنها صاحب الدار
وقال أبو العتاهية :
نعى لك شرخ الشباب المشيب****وناداك باسم سواك الخطوب
فكن مستعدا لداعي الفنـــــاء *****فإن الذي هو آت قريـــــــب
وقبلك داوى الطبيب المريض ***فعاش المريض ومات الطبيب
وقال آخر
أبنــــــي إنـــــــي قد كبرت **** وقد حنا قوسي الكبر
وابـــيض بعــــــــــد سواده *****وجثوله مني الشعر
وتقارب الخطو البعيـــــــــ **** ـد وكل سمعي والبصر
فعلــــــــــيكم بالغـــــزو في ****أعيــــــان قومكم الغرر
والقـــــــــــود للخيل العتا ****ق إلى الثغور بلا بطر
ويقوالعلامة الأديب اللغوي الأريب أبو بكر بن دريد في مقصورته :
أما تري رأسي حاكا لونه **** طرة صبح تحت أذيــــــــال الدجى
واشتعل المبيض في مسوده**** مثل اشتعال النار في جزل الغضا
فكان كالليل البهيم حل فـي **** أرجائه ضوء صبـــــــــاح فانجلى