لمـــا رأيت نبينــــــــا متحملا **** ضــاقت علـــي بعرضهن الدور
أوهيت قلبـــي عند ذاك بهلكه **** والعظم منــي ما حييت كســـــير
أعييش ويحك إن حبي قد ثوى **** فأبوك مهصوص الجناح ضرير
يا ليتني من قبل مهلك صاحبي **** غيبت في جدث علي صخـــور
للمنجديــــن حوائج من بعــــده **** تعيـــا بهـــــن جوانح وصدور
وقال أيضا :
أجدك مـــالعينك لا تنــــــام **** كأن جفونها فيهـــــــا كلام
لأمر مصيبة عظمت وجلت **** ودمع العين أهونه انسجام
فجعنــــا بالنبي وكـــان فينا **** إمــام كرامة نعم الإمــــام
وكان قوامنا والرأس فينـــا **** فنحن اليوم ليس لنـــا قوام
نمـــوج ونشتكي ما لقينــــا **** ويشكـــو فقده البلد الحرام
كأن أنوفنـــا لا قين جدعــا **** لفقد محمد فــــيه اصطلام
لفقده أغر أبيض هـــاشمي **** تمــــام نبوة وبه الختـــــام
أمين مصطفى للخير يدعو **** كضوء البدر زايله الظلام
سأتبع هديه ما دمت حيــــا **** طوال الدهر ما سجع الحمام
أديـــن بديــــنه ولكل قــوم **** تراهم من ذؤابته نظــــــــام
فقدنا الوحي مذ وليت عنا **** وودعنـــــــــا من الله الكلام
سوى ما قد تركت لنا رهينا **** توارثه القراطــــيس الكرام
فقد أورثتنـا ميراث صدق ****علــــــيك به التحــية والسلام
من الرحمن في أعلى جنان****من الفردوس طاب بها المقام
رفيق أبيك إبراهيم فيهـــــا **** فهل فــــي مثل صحبته ندام
وإسحـــاق وإسمـاعيل فيها **** بما صلوا لربهم وصـــاموا
فلا تـــبعد فكل كريــم قــوم **** سيدركه ولو كره الحمـــام
كأن الأرض بعدك طار فيها **** فأشعلها بســاكنهــا ضرام