السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا ً أخي ( عصام أبو اليزيد ) على عرضك وطرحك لكيفية علاج تفكك الروابط الاجتماعية والأسرية
في صحيح مسلم عن جابر أن رسول الله [ ص ] قال لرجل:" ابدأ بنفسك فتصدق عليها , فإن فضل شيء فلأهلك , فإن فضل شيء عن أهلك فلذي قرابتك , فإن فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا وهكذا . . . " .
{يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ} (215) سورة البقرة
النفقة على الوالدين وأثرها فى إشاعة الحب وتقوية أواصر الأسرة
يقول صاحب تفسير فى ظلال القرآن بتصرف
لقد علم الله أن الإنسان يحب - أول ما يحب - أفراد أسرته الأقربين . . عياله . . ووالديه . فسار به خطوة في الإنفاق وراء ذاته إلى هؤلاء الذين يحبهم ; ليعطيهم من ماله وهو راض ; فيرضي ميله الفطري الذي لا ضير منه , بل فيه حكمة وخير ; وفي الوقت ذاته يعول ويكفل ناسا هم أقرباؤه الأدنون , نعم , ولكنهم فريق من الأمة , إن لم يعطوا احتاجوا . وأخذهم من القريب أكرم لهم من أخذهم من البعيد . وفيه في الوقت ذاته إشاعة للحب والسلام في المحضن الأول ; وتوثيق لروابط الأسرة التي شاء الله أن تكون اللبنة الأولى في بناء الإنسانية الكبير .
النفقة على الأقربين وأثرها فى إشاعة الحب وتقوية أواصر الأسرة
يقول صاحب تفسير فى ظلال القرآن بتصرف :
ولقد علم الله أن الإنسان يمد حبه وحميته بعد ذلك إلى أهله كافة - بدرجاتهم منه وصلتهم به - ولا ضير في هذا . فهم أفراد من جسم الأمة وأعضاء في المجتمع . فسار به خطوة أخرى في الإنفاق وراء أهله الأقربين , تساير عواطفه وميوله الفطرية , وتقضي حاجة هؤلاء , وتقوي أواصر الأسرة البعيدة , وتضمن وحدة قوية من وحدات الجماعة المسلمة , مترابطة العرى وثيقة الصلات .
النفقة على اليتامى والمساكين وابن السبيل وأثرها على ترابط المجتمع ونشر السلام بين طوائف طبقاته
يقول صاحب تفسير فى ظلال القرآن بتصرف
وعندما يفيض ما في يده عن هؤلاء وهؤلاء - بعد ذاته - فإن الإسلام يأخذ بيده لينفق على طوائف من المجموع البشري , يثيرون بضعفهم أو حرج موقفهم عاطفة النخوة وعاطفة الرحمة وعاطفة المشاركة . . وفي أولهم اليتامى الصغار الضعاف ; ثم المساكين الذين لا يجدون ما ينفقون , ولكنهم يسكتون فلا يسألون الناس كرامة وتجملا ; ثم أبناء السبيل الذين قد يكون لهم مال , ولكنهم انقطعوا عنه , وحالت بينهم وبينه الحوائل وهؤلاء جميعا أعضاء في المجتمع ;
والإسلام يقود الواجدين إلى الإنفاق عليهم , يقودهم بمشاعرهم الطيبة الطبيعية التي يستجيشها ويزكيها . فيبلغ إلى أهدافه كلها في هوادة ولين
يبلغ أولا إلى تزكية نفوس المنفقين . فقد أنفقت طيبة بما أعطت , راضية بما بذلت , متجهة إلى الله في غير ضيق ولا تبرم .
ويبلغ ثانيا إلى إعطاء هؤلاء المحتاجين وكفالتهم
ويبلغ ثالثا إلى حشد النفوس كلها متضامنة متكافلة , في غير ما تضرر ولا تبرم . . قيادة لطيفة مريحة بالغة ما تريد , محققة كل الخير بلا اعتساف ولا افتعال ولا تشديد !
سبحانك اللهم وبحمدك لاإله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك