الحمد لله الذي جعل العلم أهم ما يكتسبه الإنسان وجعل العلماء هم قمم الدنيا وجعل العلماء ورثة الأنبياء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا إنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر وفي أثر آخر إنما العلم بالتعلم لذلك نذكر لكم بعضا من صبر العلماء على العلم والتعلم على سبيل المثال لا الحصر ونبدأ بنبي الله موسى عندما ذهب إلى بلاد بعيدة للتعلم من الخضر حتى قال لفتاه لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا كل ذلك في سبيل العلم وطلبه وهو نبي الله الذي كلمه من غير واسطة انظر كيف صبر على التعلم ومن الأمثلة الرائعة حبر الأمة سيدنا عبد الله بن عباس فإنه كان يأتي إلى الرجل من الأنصار ليسمع منه الحديث فيجده نائما في القائلة فيتكي ابن عباس عند عتبة ذلك الرجل ويتوسد رداءه فربما نسفت عليه الريح فلما يستيقظ الرجل ويراه يتأسف ويقول ما حاجتك يا بن عم رسول الله فيقول أتيت لأسمع منك الحديث فيقول يابن عم رسول الله ألا أرسلت إلي فآتيك فيقول العلم أحق أن يؤتى فيحدثه حتى صار يقال له البحر ويقال له ترجمان القرآن ويقال له حبر الأمة وغير ذلك من الألقاب الجليلة فكان يقول ذللت طالبا فعززت مطلوبا أي عندما كنت أطلب العلم كنت أتعب وأنصب وأذل للمشايخ فلما صرت عالما كنت أكرم من الناس ويعزني كل أحد وأحف بالناس يتعلمون مني فيا لك من عالي همة يابن عباس رضي الله عنك
ومن تكن العلياء همة نفسه *** فكل الذي يلقاه فيها محبب
ولله در ابن حزم حيث يقول:
من لم ير العلم أغلى *** من كل شيء يصاب
فلـــــيس يفلح حتى *** يحثى عليه التراب
وفي هذه العجالة لا يسعني إلا أن أنصح الإخوة جميعا بمطالعة ما كتبه الشيخ عبد الفتاح أبوغدة في كتاب صفحات من صبر العلماء وفي كتاب العلماء العزاب وفي كتاب قيمة الزمن عند العلماء وأرجو من الله أن ينال موضوعي إعجاب الجميع وأن يكون مفيدا لي ولكل من تصفحه إنه نعم المولى ونعم النصير اللهم صلى على النبي المختار وآله الأطهار وصبحه الأبر