شروط خروج المرأة إلى بيت الله

شروط خروج المرأة إلى بيت الله Post-20628-1188425687

إن أعظم ما يميز المسلمين عن غيرهم موضوع المرأة ، عرضٌ يصان ، جوهرةٌ مكنونة ، درةٌ مصونة . إن الأمة الإسلامية في هذه الأيام بحاجة إلى أن تعيد البحث عن عرضها وأن تصون أعراضها . إننا نريد امرأة مقصورة ، إننا نريد امرأة تقصر طرفها إلا على زوجها ، إننا نريد زوجاً يقصر طرفه إلا على زوجه
فهذه الموعظة إلى كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر
تعلموا هذه الموعظة وبلغوها للنساء من الزوجات ومن المحارم ، فكل واحدٍ منَّا لا يخلوا من صلة بامرأةٍ ، إما من زوجة أو محرم من أمٍ أو بنتٍ أو أختٍ أو غير ذلك ، أول هذه الأمور التي ينبغي أن تكون في لباس المرأة
إخوتي الكرام :
رخص النبي صلى الله عليه وسلم للنساء في حضور المساجد وأمرنا أن نأذن لهنَّ إذا طلبن الإذن منا ،
والحديث وارد في المسند والكتب الستة باستثناء سنن النسائي أن النبي r قال : [ لا تمنعوا إماء الله بيوت الله ] إذا استأذن نساءكم إلى السجد فأذنوا لهنَّ ،.
نعم لا يستطيع أحدٌ أن يمنع النساء من حقهنَّ في الذهاب إلى بيوت رب الأرض والسماء ،
وقد ثبت في المسند والصحيحين وهو في أعلى درجات الصحة عن أمَّنا عائشة رضي الله عنها قالت
[ كان نساءٌ يشهدن الصلاة مع النبي r فيحضرن صلاة الفجر ثم يعدن إلى بيوتهنَّ إذا انتهت الصلاة وهنَّ متلفعاتٍ مروطهنَّ لا يعرفن من الغلس ]
وفي بعض روايات الإمام البخاري [لا يعرف بعضهنَّ بعضا ]
فاجتمع ساتران وحاجزان في النساء الآتي يشهدن صلاة الفجر مع النبي r
الساتر الأول ، والحاجز الأول : التلفع بالمروط والتستر من جميع الجهات
والثاني ساتر الغلس : وهو الظلمة فلا يرى من المرأة إلا شبحها ، لا يُعلم هل هي امرأة أو رجل ، والمرأة عندما تكون المرأة بجوارها أيضا لا تميزها هل هي زينب أو فاطمة فلا يعرف بعضهنَّ بعضا ولا يعرفهنَّ الناظر إذا نظر إليهنَّ هل هنَّ رجالٌ أو هنَّ نساءٌ من الظلمة ،
إخوتي الكرام :
والمرأة إذا أرادت أن تخرج إلى بيوت الرحمن لتشهد الخير ولتتعلم الخير فينبغي عليها أن تتأدب بآداب الإسلام ، وهذه الآداب كثيرة وفيرة ستوجز في خمسة آدابٌ إن شاء الله ،
(1- أدبٌ في لباسها ، 2- أدبٌ في طيبها ،3- أدبٌ في مشيتها في طريقها ، 4- أدبٌ في دخولها المسجد ،5- أدبٌ في أداء صلاتها في بيت ربها) .
أما اللباس
وهو أول ما ينبغي أن تعتنيَ به المرأة إذا أرادت أن تخرج من بيتها لبيت الله أو إلى غير ذلك ، يجب أن يكون لباسها حاوياً لستة شروط إذا خالفت شرطاً من ذلك فهي عاصيةٌ آثمةٌ وكل من يقرها على ذلك من زوجٍ أو محرم فهو عاصٍ آثمٍ .

1- أن يكون هذا اللباس ساتراً لجميع بدن المرأة من رأسها إلى قدميها ، فالمرأة عورة ، وإذا كانت عورةٌ فينبغي أن تستر هذه العورة ، وعندما نزلت آية الحجاب {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} (59) سورة الأحزاب
تقول أمنا عائشة الصديقة :
[ يرحم الله النساء المهاجرات الأُول عندما نزلت آية الحجاب عمدن إلى أكثف مروطهن إلى أكنف مروطهن ]
إلى أكثف :إلى أغلظ وأسمك ،
إلى أكنف : إلى أستر لباس عندهنَّ ، ومنه الكنيف الذي يستر ما وراءه
والمرط : كثاء من خزٍ أو حريرٍ أو غير ذلك تأتزر به المرأة وقد تضعه على رأسها لتستر بها جسمها وبدنها ، عمدن إلى أكثف مروطهن : جمع مرط ، [ فاختمرن بها فخرجن كأنَّ على رؤوسهنَّ الغربان ] فاختمرن بها فخرجن كأنَّ على رؤوسهنَّ الغربان ،
إخوتي الكرام :
فهذا الأمر لابد من ملاحظته عند خروج المرأة من بيتها إلى بيت ربها أو إلى غير ذلك من البيوت ( ستر جميع البدن) ،
وما يترخص به بعض الناس في هذه الأيام من كشف الوجه بتعللات باطلة ( فكل هذا مردودٌ مردود )

فهذا الأمر إخوتي الكرام لابد من العناية به ومراعاته أن يكون الثوب ساترا لجميع البدن فالمرأة عورةٌ كما قال النبي r لا يجوز أن يُرى منها شيء من بشرتها ولا من أظفارها ولا من شعرها، هذا ما ينبغي أن تحافظ عليه المرأة إذا خرجت من بيتها .

2- الذي ينبغي أن يكون في لباس المرأة إذا خرجت من بيتها :
أن يكون الثياب لونه هادئاً ، فليس فيه زينةٌ وزركشةٌ وزخرفةٌ ، وليس فيه ألوانٌ براقةٌ تجلب النظر من حمرةٍ أو صفرةٍ أو ألوانٌ زاهيةٌ ، إنما الثياب تكون سوداء تكون زرقاء لا تجلب نظر الناظرين إليها فهذا مما تأمر به الأمر إذا خرجت من بيتها والله يقول في كتابه
{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى } (33) سورة الأحزاب
والتبرج:
هو إظهار الزينة في الثياب أو البدن كل هذا يحرم على المرأة أن تفعله إذا خرجت من بيتها ، لا يجوز أن يكون الثياب مزينةً مزركشةً مزخرفةً تجلب نظر الناظرين إليها ، وهذه الثياب التي ينبغي ألا تكون مزينةً هي الثياب الخارجيةِ وهي الجلباب ، وما يكون تحت الجلباب فهي أدرى بحالها ، أما هذا الجلبابُ ، هذه العباءةُ ، هذه الملحافةُ ، هذه الملاءةُ التي تلبسها المرأةُ إذا خرجت من بيتها ما ينبغي أن يكون فيها ألوانٌ تجلب النظر ولا زينةٌ ولا زخرفة .
3- الذي ينبغي أن تراعيه المرأةُ في لباسها إذا خرجت :
ينبغي أن تكون الثياب التي تلبسها ، سميكةً ، ثخينةً ، غليظةً ، قويةً ، متينةً ، لا تشف عمَّا تحتها، فلا تُرى ملابسها التي دون الجلباب والعباءة ، ومن بابٍ أولى لا تكشف عن بعض أعضائها ، وإذا لبست المرأة ثياباً رقيقةً وخرجت فهي كاسيةً عاريةً وهي ملعونةٌ على لسان النبي r ، ثبت فى صحيحمسلم أن النبي r قال: [ صنفان من أهل النار لم أرهما رجالٌ معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساءٌ كاسياتٌ عاريات مائلاتٌ مميلاتٌ رؤوسهنَّ كأسنمة البخت لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ]
كاسيات عاريات : أي هي تلبس ثيابٌ لكنها رقيقةٌ تشف عن جسمها وعن ملابسها الداخلية فهي كاسيةٌ عارية ،
كاسيات عاريات : تلبس ثياباً قصيرة ، سترت بعض البدن وكشفت بعضه فهي كاسية عارية ، هذا الصنف لا يدخل الجنة ولا يجدن ريحها وريحها يوجد من مسيرة كذا وكذا ، من مسيرة خمسمائة سنةٍ .
إذاً هذا الأمر ينبغي أن تعتنيَ به المرأة أن الثياب ينبغي أن تكون سميكةً غليظةً ثخينةً بحيث تكون عليها كالخيمة لا تبدي شيئاً ، لا تشف عن ملابسها الداخلية ولا تظهر شيئاً من أعضائها وجسمها .
4- الذي ينبغي أن تعتني به المرأة في لباسها ينبغي أن تكون هذه الملابس الخارجية واسعةً ، فضافضةً لا تحيط بجسم المرأة وتفصلها فتبن كتفيها وخصرها وأعضاء جسمها ، فماذا استفادت إذاً من جلبابها ومن عباءتها ومن حجابها ؟ والجلباب شرع للمرأة ، هذا لباسٌ خارجي لا يلبس إلا خارج البيت لتستر به المرأة ملابسها التي تحيط بجسمها وتعطي تفاصيل أشكال أعضائها ، فالمرأة أمرت بالجلباب ، لباسٌ واسعٌ فضافض يسع عدداً من النساء ليس امرأة واحدةً ، الأكمام واسعةً ، وهكذا بعد ذلك الثياب الذي يكون على جسمها من ظهرها وبدنها واسعٌ بحيث لو دخل معها امرأةٌ وامرأةٌ وامرأة لوسع هذا الجلباب النساء الآتي يدخلن فيه ، وأما أن يكون الجلباب ضيقا إذاً لو خرجت بالملابس التي تلبسها في البيت لأغناها ذلك ، هذا الجلباب شرع من أجل أن يكون ساتراً كما قلت للملابس وللأعضاء فلا تمثل ولا تجسد ولا تشكل ، فكما ينبغي أن يكون اللباس ثخيناً لا يشف ينبغي أن يكون اللباس واسعاً عريضاً لا يصف ، فما ينبغي أن يصف لباسها شكل أعضائها ولا ينبغي أن يشف لباسها عن شيء من ملابسها وأعضائها .
5- الذي ينبغي أن تعتنيَ به المرأة في لباسها إذا خرجت ، ينبغي أن يكون لباسها في حال خروجها بلباس النساء المسلمات الصالحات القانتات ، فلا تلبس لباس امرأةٍ كافرة ، ولا زي امرأةٍ كافرة وإن كانت ساترةً لبدنها وجسمها فقد نهينا عن التشبه بالكافرين والكافرات معشر الرجال والنساء من المسلمين ، نهينا عن التشبه بمن غضب الله عليهم ولعنهم
فالنبي r قال : [ من تشبه بقومٍ فهو منهم ] رواه الإمام الطبراني في معجمه الأوسط بسندٍ صحيحٍ
6- ينبغي أن تلبس لباساً لا يعتاد الرجال لبسه ، فينبغي أن يتميز لباس المرأة عن لباس الرجل وأن يكون لكل منهما هيئةٌ معروفةٌ تميزه ، وقد حذرنا نبينا r من أن يلبس الرجال لبسة النساء ، وأن يلبس المرأة لبسة الرجال
ثبت في مستدرك الحاكم وسنن أبي داود بسندٍ صحيح
أن النبي r قال [ لعن الرجل يلبس لبسة المرأة ،ولن المرأة أن تلبس لبسة الرجل]
هذه أمورٌ ستةٌ في ثياب المرأة ينبغي على المرأة أن تعتني بها
أن يكون اللباس ساترا وأن يكون هادئاً ليس ملوناً وليس فيه زخرفة ، وأن يكون سميكاً ثخيناً غليظاً ، وأن يكون واسعاً فضافضا ، وألا يشبه لباس المرأة المسلمة لباس المرأة الكافرة ، وألا يشبه لباس المرأة المسلمة لباس الرجل مطلقا .
هذا الأمر الأول الذي ينبغي أن تعتني به المرأة إذا خرجت من بيتها في لباسها .
فلننتظر بقية الشروط بإذن الله

شروط خروج المرأة إلى بيت الله 110333

بإذن الله

أصلح الله لكم الأحوال ، دمتم بخير أينما كنتم
مع بقية الشروط والآداب التي يجب أن تتحلى بها المرأة عند خروجها إلى بيت ربها

2- الأمر الثاني طيبها :
ينبغي أن تحذر المرأة الطيب إذا خرجت من بيتها فلا يحل لها أن تتطيب بشيءٍ له رائحة ، وإذا فعلت ذلك فلويل لها ثم الويل ، والنبي عليه الصلاة والسلام رخص للمرأة أن تحضر الخير ومواسم الخير في بيوت الله لكن بهذا الشرط ، ومن بابٍ أولى إذا خرجت المرأة من بيتها لغير بيت ربها لزيارة محارمها وأقاربها وأصحابها ينبغي أن تحافظ على هذه الصفة بلا طيب ، فالطيب تنهى عنه المرأة إذا خرجت من بيتها ،
ثبت في المسند وسنن أبي داود وصحيح ابن خزيمة والحديث قال عنه الإمام النووي في المجموع عليه وعليهم جميعاً رحمة الله إسناده صحيحٌ على شرط مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي r قال : [ لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن وهنَّ كفيلات ]
وليخرجن وهن كفيلات : أي تاركات لطيب والزينة ،
فإذا خرجت إلى بيت الله فلتكن تفلة : أي ليس عليها شيء من الطيب ، ليس عليها شيء من الزينة
وثبت في صحيح مسلم قال النبي r يقول : [ أيما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهد معنا صلاة العشاء الآخرة ]
أيما امرأة أصابت بخوراً :
أي تطيبت وصار لها رائحة تَعْدُ فلا تشهد معنا صلاة العشاء الآخرة ،
وثبت في مسند الإمام أحمد والسنن الأربع والحديث رواه ابن حبان في صحيحه وابن خزيمة في صحيحه وهو صحيحٌ صحيحٌ
قال النبي r يقول : [ أيما امرأة استعطرت في بيتها ثم خرجت فمرت بقومٍ ] وفي رواية [ بمجلسٍ ] [ ليجدوا ريحها فهي زانية وكل عين تراها فهي زانية ]
فإذاً ينبغي أن تحافظ المرأة على هذا الأمر الشرعي عندما تخرج من بيتها لبيت ربها أو لغير ذلك من البيوت ألا يكون عليها شيء من الطيب ولا من البخور .
3- الأمر الثالث
الذي ينبغي أن تعتني به المرأة عندما تخرج من بيتها إلى بيت ربها أو إلى غير ذلك من البيوت ينبغي أن تتصف بصفة الحياء في خروجها ،

وهذا الحياء يتمثل في عدة أمور معظم هذه الأمور
أمران بارزان
أولهما : فلا تمشي في وسط الطريق إنما تمشي ، إنما تمشي في حافته اليمنى أو في جانبه الأيسر ، وليس للنساء وسط الطريق ،
ثبت في صحيح ابن حبان وشعب الإيمان للإمام البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي r قال : [ ليس للنساء وسط الطريق ]
ليس للنساء وسط الطريق ، هذا الأمر الأول الذي هو عنوان حياء المرأة إذا خرجت من بيتها أن تمشيَ في جانب الطريق الأيمن أو في جانبه الأيسر وألا تمشيَ في وسط الطريق كما يمشي الرجال وكما هو مشيُ يعني الذين لهم صفة وهم الذكور الذين يمشون في الوسط .
والأمر الثاني الذي ينبغي أن تعتني به المرأة أيضاً إذا خرجت من بيتها وهو عنوان حياءها أن تغض طرْفها وأن لا تُسَرِّحَ نظرها إلى كل ذاهبٍ وآيب ولا يجوز أن تنظر إلى أشكال الرجال وألوانهم سواء كانت في سيارة مع زوجها أو محرمها أو تمشي على رجليها فينبغي أن تغض طرفها كما ينبغي على الرجل إذا رأى المرأة أن يغض طرفه ولا يُسَرِّحَ نظره إليها ، فيجب عليها وجوباً إذا رأت الرجل أن تغض طرفها وألا تُمْعِنَ النظر فيه وإليه ،

روى ابن حبان في صحيحه وإسناد الحديث صحيحعن أمَّنا أمَّ سلمة رضي الله عنها قالت كنت عند ميمونة رضي الله عن أمَّهاتنا أزواج نبينا عليه وعلى آل بيته صلوات الله وسلامه ، فدخل عبد الله ابن أمِّ مكتوم وهو أعمى ومن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين فقال النبي عليه الصلاة والسلام لزوجتيه ميمونة وأمِّ سلمة رضي الله عنهما [ احتجبا منه ، فقلنا يا رسول الله عليه الصلاة والسلام : أوليس هو أعمى لا يبصرن ؟ قال : أفعمياوان أنتما ]
قال الإمام أبو بكر ابن العربي عليه رحمة الله في عريضة الأحوذي عند شرحه لهذا الحديث في سنن الترمذي:
يحرم على المرأة أن تنظر إلى الرجل كما يحرم على الرجل أن ينظر إلى المرأة ، وهذا أمرٌ جهله أكثر الناس ، فلا ينهون نساءهم عن النظر إلى الرجال ولا ينبهينهنَّ على ذلك ، وأعظم من النظر اعتقد إباحة النظر ، أي أنه يباح للمرأة أن تنظر إلى الرجل ،
، والله يقول في كتابه {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ } (30) سورة النــور
ثم قال {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ } (31) سورة النــور
وإذا كان الرجل يميل إلى المرأة فمنع عن النظر من أجل هذا ، فالمرأة تميل إلى الرجل فينبغي أن تمنع ، فالفتنة مشتركةٌ بين الجانبين ولا يمكن أن تبيح شريعة الله نظر النساء إلى الرجال ثم تحرم نظر الرجال إلى النساء ، فشريعة الله جاءت بالتسوية بين المتماثلات والتفريق بين المختلفات ، فإذا كان نظر الرجل إلى المرأة يزرع في قلبه شهوةٍ ويلهيه فالنظر المرأة إلى الرجل كذلك ، فإذا كانت العلة موجودة في الصنفين فينبغي أن يمنع كلٌ منهما عن النظر إلى الصنف الآخر ، والدليل بعد ذلك صحيحٌ صريح عن نبينا عليه الصلاة والسلام [ احتجبا منه ] .
4- الأمر الرابع
الذي ينبغي أن تعتني به المرأة عندما تخرج لبيت ربها ، ينبغي أن تقصد باب النساء في المسجد وأن تدخل منه ولا يجوز أن تذهب إلى جهة باب الرجال ولا أن تزاحم الرجال وتلتصق بهم وقد حس النبي r الصحابة في أول الأمر على هذا فلما آل الأمر إلى عمر ابن الخطاب رضي الله عن الصحابة أجمعين ألزم الأمة بهذا الأمر وأنه ينبغي أن يكون للرجال أبوابٌ خاصةٌ إلى المسجد وللنساء باب خاصٌ يدخلن منه
وخامس الأمور وهو آخر الآداب
إذا دخلت المرأة إلى المسجد فمع ذلك ينبغي أن تبتعد عن الرجال في المسجد وأن تكون في مؤخرة الصفوف وفي الجانب الذي يبعد عن المسجد فهذا أحسن لها وأفضل لصلاتها
كما ثبت في صحيح مسلم قال النبي r [ خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها ]
هذه الأمور الخمسة ينبغي أن تعتني بها المرأة إذا خرجت من بيتها ما يتعلق بلباسها ، ما يتعلق بطيبها ، ما يتعلق بحال مشيتها ، ما يتعلق بدخلوها إلى بيت ربها ، ما يتعلق بصلاتها عند أداءها في بيت ربها .

نقطة للأهمية
إذا كان يباح للمرأة كما تقدم معنا أن تخرج من المسجد فيباح لها أن تخرج بمفردها ويستحسن لزوجها أو لأحد محارمها أن يصحبها إلى بيت الله أو إلى المكان الذي ستذهب إليه ورخص لها فيه ، ورجل حقيقةً حابسٌ حارسٌ للمرأة ، وإذا مشي الرجل مع المرأة تنقطع نحوها أطماع الطامعين ، فإذا ينبغي أن تكون مع حارس ، مع حافظ إذا ذهبت من أجل ألا تتعرض لمشكلةٍ تعضُ بعد ذلك أنامل يديها وأصابع رجليها .

اللهم ألهمنا رشدنا واغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وأصلح أحوالنا واجعل الجنة دارنا ولا تجعل إلى النار مصيرنا يا أرحم الراحمين .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا اخي الفاضل المقداد على موضوعك المميز

نفعنا الله به وجعله الله في ميزان حسناتك

الحياء ~
مشتق من الحياة ،،
وعلى حسب حياة القلب يكون قوة خُلُق الحياء
وقلة الحياء من موت القلب والروح ، فكلما كان القلب أحيا كان الحياء أتم ...
( ابن القيم )